الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2471 45 - حدثنا محمد بن جعفر أبو جعفر قال : حدثنا ابن فضيل ، عن أبيه ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بيت فاطمة بنته فلم يدخل عليها ، وجاء علي فذكرت له ذلك ، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال : إني رأيت على بابها سترا موشيا . فقال : مالي وللدنيا ! فأتاها علي فذكر ذلك لها ، فقالت : ليأمرني فيه بما شاء . قال : ترسل به إلى فلان ; أهل بيت بهم حاجة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فيه أمره - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بإرسال ذلك الستر الموشى - أي المخطط - إلى آل فلان .

                                                                                                                                                                                  ذكر رجاله : وهم خمسة ; الأول : محمد بن جعفر بن أبي الحسين ، أبو جعفر الحافظ الكوفي ، نزل فيد - بفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف ، وفي آخره دال مهملة - وهو بلد بين بغداد ومكة في نصف الطريق سواء ، ونسب إليها وقيل له الفيدي ، ذكره اللكائي وابن عدي وابن عساكر في شيوخ البخاري . الثاني : محمد بن فضيل بن غزوان . الثالث : أبوه فضيل بن غزوان بن جرير ، أبو الفضل الضبي الكوفي . الرابع : نافع مولى ابن عمر . الخامس : عبد الله بن عمر رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                  ذكر لطائف إسناده : فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع ، وفيه أن شيخه من أفراده ، وفيه أن فضيل بن غزوان ليس له عن نافع عن ابن عمر في البخاري سوى هذا الحديث .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أبو داود أيضا في اللباس عن واصل بن عبد الأعلى عن ابن فضيل به ، وعن عثمان بن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عنه نحوه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أتى بيت فاطمة ) ، ويروى " أتى بنته فاطمة فلم يدخل عليها " ، وفي رواية أبي داود " وقل ما كان يدخل إلا بإذنها " .

                                                                                                                                                                                  قوله ( موشيا ) أصله موشوي ، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء ، وكسرت الشين لأجل الياء ، فصار نحو مرضي ونحوه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فذكرت له ذلك ) ، هذا قول فاطمة ; أي ذكرت مجيء رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - إلى بيتها وعدم دخوله فيه ، وفي رواية ابن نمير عن ابن فضيل " فجاء علي فرآها مهتمة " .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فذكره للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ) ، أي فذكر ذلك علي للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، كذا في رواية الأصيلي ، وفي رواية ابن نمير عن فضيل " فقال : يا رسول الله ، اشتد عليها أنك جئت فلم تدخل عليها ! " .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فقال : مالي وللدنيا ) ، وفي رواية ابن نمير عن فضيل " مالي وللرقم " ; أي المرقوم ، والرقم النقش .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فقالت ) ; أي فاطمة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( فيه ) ; أي في الستر الموشى .

                                                                                                                                                                                  قوله ( قال ) ; [ ص: 167 ] أي النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ترسل به ، أي ترسل فاطمة بذلك الستر إلى آل فلان . ويروى " إلى فلان " بدون ذكر " آل " ، وترسل بضم اللام في رواية الأكثرين ، وفي رواية أبي ذر " ترسلي به " بالياء وبحذف النون من غير علة وهي لغة .

                                                                                                                                                                                  قوله ( أهل بيت ) بالجر على البدل .

                                                                                                                                                                                  وفيه كره النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - الحرير لفاطمة رضي الله تعالى عنها لأنها ممن يرغب لها في الآخرة ولا يرضى لها بتعجيل طيباتها في حياتها الدنيا ، أو أن النهي عنه إنما هو من جهة الإسراف ، قال الكرماني : وأقول لأن فيها صورا ونقوشا ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                  وفيه كراهية دخول البيت الذي فيه ما يكره ، وروى ابن حبان من حديث سفينة قال : لم يكن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يدخل بيتا مزوقا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية