الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2486 حدثنا عبد الله بن يوسف وإسماعيل عن مالك قال : نعم الصدقة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار بهذا إلى أن عبد الله بن يوسف التنيسي وإسماعيل بن أبي أويس ابن أخت مالك بن أنس رويا عن مالك قال : نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة . وهذا هو المشهور عن مالك ، وكذا رواه شعيب عن أبي الزناد كما سيأتي في الأشربة . وقال ابن التين : من روى " نعم الصدقة " روى بالمعنى ; لأن المنحة العطية ، والصدقة أيضا عطية . وقال بعضهم : لا تلازم بينهما ، فكل صدقة عطية وليس كل عطية صدقة ، وإطلاق الصدقة على المنيحة مجاز ، ولو كانت المنيحة صدقة لما حلت للنبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي من جنس الهدية والهبة ، انتهى . قلت : أراد ابن التين بقوله " روى بالمعنى " المعنى اللغوي ، ولا فرق في اللغة بين العطية والمنحة والصدقة والهبة والهدية ; لأن معنى العطية موجود في الكل بحسب اللغة ، وإنما الفرق بينهما في الاستعمال ، ألا ترى أنه لو تصدق على غني تكون هبة ، ولو وهب لفقير تكون صدقة . وقال ابن بطال : المنحة تمليك المنافع لا تمليك الرقاب ، والسنة أن ترد المنيحة إلى أهلها إذا استغني عنها كما رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أم أنس ، ولما فتح الله على رسوله غنائم خيبر رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم وثمارهم كما سيجيء الآن .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية