الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث في إرساله- صلى الله عليه وسلم- أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه- إلى سعد هذيم

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد وأبو داود ، وأبو يعلى ، وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والضياء عن أبي بن كعب - رضي الله تعالى عنه- قال : بعثني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مصدقا فمررت برجل فلما جمع لي ماله لم أجد عليه فيها إلا ابنة مخاض ، فقلت له : أد ابنة مخاض ، فإنها صدقتك فقال : ذاك ، ما لا لبن فيه ولا ظهر عظيمة سمينة ، فخذها فقلت له : ما أنا بآخذ ما لم أؤمر به ، وهذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منك قريب ، فإن أحببت أن تأتيه فتعرض عليه ما عرضت علي فافعل ، فإن قبله منك قبلته ، وإن رده عليك رددته فقال : فإني فاعل فخرج معي ، وخرج بالناقة التي عرضت علي حتى قدمنا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : يا نبي الله ، أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة ما لي وايم الله ، ما قام في مالي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا رسوله قط قبله ، فجمعت له مالي فزعم أنه ما علي فيه إلا ابنة مخاض ، وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر ، وقد عرضت عليه ناقة عظيمة فتية يأخذها ، فأبى علي ، وها هي هذه قد جئتك بها يا رسول الله خذها فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «ذاك الذي عليك ، فإن تطوعت بخير آجرك الله فيه وقبلناه منك» قال : فها هي هذه يا رسول الله ، قد جئتك بها فخذها يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بقبضها ودعا له بالبركة والله سبحانه وتعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية