الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثامن والعشرون : في نزول براءتها من السماء

                                                                                                                                                                                                                                وقد ذكرت ذلك مبسوطا في الحوادث ، قال في (زاد المعاد ) : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .

                                                                                                                                                                                                                                التاسع والعشرون : في اختصاصها بعشر خصال لم يشاركها فيها امرأة من نسائه - صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                                - روى ابن سعد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أنها قالت : فضلت على [ ص: 178 ] نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشر ، قيل : وما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : لم ينكح النبي بكرا قط غيري ، ولم ينكح امرأة أبواها مؤمنان مهاجران غيري ، وأنزل الله براءتي من السماء ، وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال : تزوجها ، فإنها امرأتك ، وكنت أغتسل أنا وهو في إناء واحد ، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري ، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ، ولم يكن ينزل عليه الوحي وهو مع أحد من نسائه غيري ، وقبض الله تعالى نفسه وهو بين سحري ونحري ، ومات في الليلة التي كان يدور علي فيها ، ودفن في بيتي .

                                                                                                                                                                                                                                وروى أيضا عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : أعطيت خصالا ما أعطيتها امرأة : ملكني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت سبع سنين ، وأتاه الملك بصورتي في كفه فنظر إليها ، وبنى بي لتسع سنين ، ورأيت جبريل ولم تره امرأة غيري ، وكنت أحب نسائه إليه ، وأبي أحب أصحابه إليه ، ومرض صلى الله عليه وسلم فمرضته ، وقبض ولم يشهده غيري والملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                وروى الوزير نظام الملك - رحمه الله تعالى - في أماليه عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : أعطيت عشر خصال لم تعطهن ذات خمار قبلي : صورت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم قبل أن أصور في رحم أمي ، وتزوجني بكرا ، ولم يتزوج بكرا غيري ، وكان ينزل عليه الوحي وهو بين سحري ونحري ، ونزلت براءتي من السماء ، وكنت أحب الناس إليه ، وخير وهو بين حاقنتي وذاقنتي ، وتوفي في يومي ، ودفن في بيتي ، كذا في هذه الرواية عشرا ولم يذكر منها إلا ثماني خصال .

                                                                                                                                                                                                                                وروى أبو يعلى عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : لقد أعطيت سبقا لم تعطهن إلا مريم بنت عمران ، لقد نزل جبريل بصورتي في راحته ، ولقد تزوجني بكرا ، ولم يتزوج بكرا غيري ، ولقد قبض ورأسه في حجري ، ولقد قبرته وهو في بيتي ، ولقد صفت الملائكة بيتي ، وإن كان الوحي لينزل عليه ، وهو في أهله فيتفرقون عنه ، وإن كان الوحي ينزل عليه ، وإني لمعه في لحافه ، وإني لابنة خليفته وصديقه ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خلقت طيبة وعند طيب ، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما .

                                                                                                                                                                                                                                وروى الطبراني برجال الصحيح وابن أبي شيبة عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : خصال في سبع وفي لفظ : خصال في لم تكن في أحد من النساء إلا ما أتى الله مريم بنت [ ص: 179 ] عمران ، والله ما أقول هذا فخرا ، وفي لفظ ، إني لا أفتخر على أحد من صواحبي ! فقال لها عبد الله بن صفوان : وما هن يا أم المؤمنين ؟ قالت : نزل الملك بصورتي ، وتزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسبع سنين ، وأهديت إليه لتسع سنين ، وتزوجني بكرا ، ولم يشركه في أحد من الناس ، وكان الوحي يأتيه وأنا وهو في لحاف واحد ، وكنت أحب الناس إليه وبنت أحب الناس إليه ، ونزل آيات من القرآن ، وقد كادت الأمة تهلك في ، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري ، وقبض في بيتي ولم يره أحد غيري وغير الملك .

                                                                                                                                                                                                                               

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية