الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب التاسع في بعض فضائل أم المؤمنين زينب بنت خزيمة الهلالية - رضي الله تعالى عنها -

                                                                                                                                                                                                                                وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                                  الأول - في نسبها - تقدم نسب أبيها .

                                                                                                                                                                                                                                الثاني - في تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - بها .

                                                                                                                                                                                                                                قال الزهري : كانت قبله تحب عبد الله بن جحش ، فقتل عنها يوم أحد ، وقال قتادة بن (أمامة ) : كانت قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الطفيل بن الحارث . رواهما ابن أبي خيثمة ولما خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلت أمرها إليه ، فتزوجها ، وأشهد ، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية وكساء . وروى الطبراني برجال الصحيح عن ابن إسحاق - رحمه الله تعالى - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين كانت قبله عند الحصين أو عند الطفيل بن الحارث بالمدينة ، وهي أول نسائه موتا . وقال ابن الكلبي : كانت عند الطفيل بن الحارث ، فطلقها ، فتزوجها أخوه عبيدة ، فقتل يوم بدر شهيدا ، ثم حلف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتزوج أختها لأمها ميمونة كذا قال ابن الكلبي ، في رمضان على رأس أحد وثلاثين شهرا بعد حفصة . قال ابن سعد : ماتت قبل أن يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة وأسكن أم سلمة في بيتها .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث - في تكنيتها بأم المساكين .

                                                                                                                                                                                                                                روى الطبراني برجال ثقات عن الزهري - رضي الله تعالى عنه قال - : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين سميت بذلك ، لكثرة إطعامها المساكين ، وتوفيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حي .

                                                                                                                                                                                                                                وقال محمد بن إسحاق - رحمه الله تعالى - : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت خزيمة الهلالية .

                                                                                                                                                                                                                                وقال ابن أبي خيثمة : كانت تسمى أم المساكين في الجاهلية ، وأرادت أن تعتق جارية لها سوداء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا تفدي أخاك أو أختك من رعاية الغنم ؟ .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 206 ] الرابع : في وفاتها - رضي الله تعالى عنها -

                                                                                                                                                                                                                                قال الزهري ، وقتادة : لم تلبث عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا يسيرا وتوفيت بالمدينة ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي ، وقد مكثت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية أشهر ، وقيل : شهرين وقيل : ثلاثة . والصحيح أنها ماتت في ربيع الأول ، وقيل : الآخر سنة أربع ، ودفنت بالبقيع - رضي الله تعالى عنها - وقد بلغت ثلاثين سنة أو نحوها . وأورد ابن منده في ترجمتها حديثا «أولكن لحاقا بي أطولكن يدا » ، وتعقبوه بأن المراد بذلك زينب بنت جحش ، لأنه المراد . بلحوقهن به موتهن بعده ، وهذه ماتت في حياته .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 207 ]  

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية