الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التاسع : في وفاته -رضي الله تعالى عنه- ودعائه صلى الله عليه وسلم لأهله

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو القاسم البغوي وأبو عمر عن عبد الله بن الزبير قال : "حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة ، قال : شهدت مع جعفر بن أبي طالب وأصحابه -رضي الله تعالى عنهم- فرأيت جعفرا حين التحم القتال ، اقتحم على فرس له أشقر ، ثم عقره ، وقاتل القوم حتى قتل ، وكان أول من عقر في الإسلام" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري وابن حبان عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن قتل زيد فجعفر ، وإن قتل فعبد الله بن رواحة" .

                                                                                                                                                                                                                              قال عبد الله : كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب ، فوجدناه في القتلى ، ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين طعنة ورمية .


                                                                                                                                                                                                                              استشهد هو وزيد في جمادى سنة ثمان من الهجرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الواقدي وابن سعد وابن عساكر عن عبد الله بن جعفر ، وابن سعد عن عامر ، والطبراني في الكبير ، وابن عساكر عن ابن عباس ، وأبو داود الطيالسي وابن سعد والإمام أحمد والطبراني في الكبير ، والحاكم وابن عساكر عن عبد الله بن جعفر -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم إن جعفرا قد قدم إلى أحسن الثواب ، فأخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته" وفي لفظ : "أخلف جعفرا في ولده" وفي لفظ : "وبارك لعبد الله في صفقة يمينه" ثلاث مرات .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن إسحاق عن أسماء بنت عميس -رضي الله تعالى عنها- أن جعفرا وأصحابه قدموا من أرض الحبشة بعد فتح خيبر فقسم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي والإمام أحمد وأبو داود والترمذي -وقال : حسن صحيح- وابن ماجه والطبراني في الكبير ، والحاكم والبيهقي والضياء ، عن عبد الله بن جعفر قال : لما جاء نعي جعفر -رضي الله تعالى عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اصنعوا لآل جعفر طعاما؛ فإنه قد أتاهم ما يشغلهم" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أم عيسى الجزار ، عن أم عون ابنة جعفر ، عن جدتها أسماء بنت عميس -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم ، فاصنعوا لهم طعاما" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح -مرسلا- عن الشعبي -رحمه الله تعالى- قال : قتل [ ص: 111 ] جعفر -رضي الله تعالى عنه- يوم مؤتة بالبلقاء .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية