الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث والثلاثون في استكتابه- صلى الله عليه وسلم- المغيرة بن شعبة - رضي الله تعالى عنه-

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن سعد : قالوا : وكتب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ، ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير ، من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم ، وجوار الله ورسوله ، لا يغير أسقف عن أسقفيته ولا راهب عن رهبانيته ، ولا كاهن عن كهانته ، ولا يغير حق من حقوقهم ، ولا سلطانهم ، ولا شيء مما كانوا عليه ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ، ولا ظالمين

                                                                                                                                                                                                                              وكتب المغيرة
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وكتب- عليه الصلاة والسلام- لبني الضباب من بني الحارث بن كعب ، أن لهم سارية ورافعهم لا يحاقهم فيها أحد ، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وأطاعوا الله ورسوله ، وفارقوا المشركين ، وكتب المغيرة .

                                                                                                                                                                                                                              وكتب- عليه الصلاة والسلام- لبني قنان بن ثعلبة من بني الحارث أن لهم مجلسا ، وأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم . وكتب المغيرة .

                                                                                                                                                                                                                              وكتب- عليه الصلاة والسلام- ليزيد بن المحجل الحارث أن لهم نمرة ومساقيها ، ووادي الرحمن من بين غابتها ، وأنه على قومه من بني مالك وعقبة ، لا يغزون ولا يحشرون ، وكتب المغيرة بن شعبة .

                                                                                                                                                                                                                              وكتب- عليه الصلاة والسلام- لعامر بن الأسود بن عامر بن جوين الطائي أن له ولقومه طيء ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم ما أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وفارقوا المشركين ، وكتب المغيرة .

                                                                                                                                                                                                                              وكتب- عليه الصلاة والسلام- لبني جوين الطائيين ، لمن آمن منهم بالله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وفارق المشركين ، وأطاع الله ورسوله ، وأعطى من المغانم خمس الله وسهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وأشهد على إسلامه ، فإن له أمان الله ومحمد بن عبد الله ، وأن لهم أرضهم ومياههم وما أسلموا عليه وغدوة الغنم ، من ورائها مبيتة وكتب المغيرة . [ ص: 394 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن سعد : يعني بغدوة الغنم قال : تغدو الغنم بالغداة فتمشي إلى الليل فما خلفت من الأرض وراءها فهو لهم ، وقوله : مبيتة ، حيث باتت .

                                                                                                                                                                                                                              وكتب- عليه الصلاة والسلام- لبني الجرمز بن ربيعة - وهم من جهينة - ، أنهم آمنون ببلادهم ، ولهم ما أسلموا عليه ، وكتب المغيرة ، وكتب- عليه الصلاة والسلام- لحصين بن نضلة الأسدي أن له آراما وكسة ، لا يحاقه فيها أحد ، وكتب المغيرة بن شعبة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية