الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث في ذكر حداته- صلى الله عليه وسلم-

                                                                                                                                                                                                                              أنجشة : بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم وبالشين المعجمة- كان عبدا أسود حسن الصوت بالحداء فحدا بأزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع ، فأسرعت الإبل

                                                                                                                                                                                                                              فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «يا أنجشة رفقا بالقوارير»
                                                                                                                                                                                                                              رواه الشيخان .

                                                                                                                                                                                                                              وفي زاد المعاد وفي صحيح مسلم عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كان لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- حاد حسن الصوت ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : رويدا يا أنجشة لا تكسر القوارير» يعني : ضعفة النساء .

                                                                                                                                                                                                                              البراء بن مالك ، كان يحدو بالرجال عبد الله بن رواحة ، وعامر بن الأكوع بفتح الهمزة وسكون الكاف وفتح الواو وبالعين المهملة- وهو عم سلمة بن الأكوع ، استشهد بخيبر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال ثقات عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه- قال : كان [ ص: 397 ] معنا ليلة ، نام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس حاديان .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن مجاهد وعن طاووس قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في سفر فبينا هو يسير بالليل ومعه رجل يسايره إذ سمع حاديا يحدو ، وقوم أمامه فقال لصاحبه : لو أتينا حادي هؤلاء القوم ، فقربنا حتى غشينا القوم فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : ممن القوم فقالوا : من مضر فقال : وأنا من مضر ونعى حادينا فسمعنا حاديكم فأتيناكم .

                                                                                                                                                                                                                              زاد طاووس : فقالوا : يا رسول الله أما إن أول من حدا بينما رجل في سفر فضرب غلاما له على يده بعصا ، فانكسرت يده ، فجعل الغلام يقول : وهو يسير الإبل ، وايداه وايداه : وقال :

                                                                                                                                                                                                                              هيبا هيبا ، فسارت الإبل
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              عامر بن الأكوع عم سلمة بن الأكوع [ . . . . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية