الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب العشرون : في كونه - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج بكرا غيرها

                                                                                                                                                                                                                                روى البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قلت : يا رسول الله ، أرأيت [لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أكل منها ، ووجدت شجرا لم يؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال : في التي لم يرتع منها . يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها ] .

                                                                                                                                                                                                                                الحادي والعشرون : في إقراره - صلى الله عليه وسلم - في بيت عائشة - رضي الله تعالى عنها - وقيامه لها حتى تنظر إلى لعب الحبشة .

                                                                                                                                                                                                                                روى الترمذي والنسائي وابن عدي والإسماعيلي ، وغيرهم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان ، وفي رواية : خرج النساء والصبيان فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا صبيان الحبشة ترقص ، وفي لفظ : يلعبون بحرابهم في المسجد ، والصبيان حولها ، فقال : يا عائشة ، تعالي فانظري ، وعند النسائي : يا حميراء ، أتحبين أن تنظري إليهم ؟ فقلت : نعم ، فوضعت خدي على منكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يسترني بردائه فجعلت أنظر إليهم ما بين المنكب إلى الرأس ، فقالت : فجعل يقول لي : يا عائشة ، أما شبعت ، أما شبعت ، وفي لفظ حسبك ! قلت : يا رسول الله ، لا تعجل ، فقام لي ، ثم قال : حسبك ! قلت : لا تعجل ، يا رسول الله ، إني أحب النظر إليهم وفي لفظ : أحب النظر [ ص: 175 ] إليهم ، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه ، وفي لفظ فأقول : لا : لأنظر منزلتي عنده ، ولقد رأيته يراوح بين قدميه إذا طلع عمر فارفض الناس عنها والصبيان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تلبث أن تصرع فصرعت في الناس فأخبروا بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                روى البرقاني عنها - رضي الله تعالى عنها - قالت : دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر ، فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان ، عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : دعها فلما غفل غمزتهما فخرجتا ، وقالت : كان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب ، فلما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أتشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة ، حتى إذا مللت قال : حسبك قلت : نعم .

                                                                                                                                                                                                                                الثاني والعشرون : في ابتدائه - صلى الله عليه وسلم - حين أنزلت عليه آية التخيير بها وحسن جوابها .

                                                                                                                                                                                                                                روى مسلم عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن الله - عز وجل - أنزل الخيار فبدأ بعائشة ، وقال : إني ذاكر لك أمرا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تأتي أبويك ، قالت : ما هو ؟ فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا [الأحزاب 28 ] الآية فقالت : أفيك أستأمر أبوي بل أختار الله ورسوله . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                                وقد ذكر مطولا في الخصائص .

                                                                                                                                                                                                                               

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية