الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والمقصود هنا ذكر ما ذكره ابن رشد عنهم، وهذا لفظه في كتاب "مناهج الأدلة" في الرد على الأصوليين، قال: "والقول في الجهة. وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة، في أول الأمر، [ ص: 213 ] يثبتونها لله سبحانه، حتى نفتها المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية، كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله. وظواهر الشرع تقتضي إثبات الجهة، مثل قوله تعالى: الرحمن على العرش استوى [سورة طه: 5]، ومثل قوله تعالى: وسع كرسيه السماوات والأرض [سورة البقرة: 255]، ومثل قوله: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [سورة الحاقة: 17] ومثل قوله: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون [سورة السجدة: 5]، ومثل قوله: تعرج الملائكة والروح إليه [سورة المعارج: 4]، ومثل قوله: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور [سورة الملك: 16]، إلى غير ذلك من الآيات، التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا، وإن قيل فيها: إنها من المتشابهات، عاد الشرع كله متشابها؛ لأن الشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء، وأن منها تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأن من السماء نزلت الكتب، وإليها [ ص: 214 ] كان الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى قرب من سدرة المنتهى".

التالي السابق


الخدمات العلمية