الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (52) قوله: كذلك : فيه وجهان، أظهرهما: أنه خبر مبتدأ محذوف أي: الأمر مثل ذلك. والإشارة بـ "ذلك" قال الزمخشري : "إلى تكذيبهم الرسول وتسميته ساحرا ومجنونا" ثم فسر ما أجمل بقوله: "ما أتى . والثاني: أن الكاف في محل نصب نعتا لمصدر محذوف، قاله مكي، ولم يبين تقديره ولا يصح أن ينتصب بما بعده لأجل "ما" النافية. وأما المعنى فلا يمتنع، ولذلك قال الزمخشري : "ولا يصح أن تكون الكاف منصوبة بـ "أتى" لأن "ما" النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، ولو قيل: لم يأت لكان صحيحا"، يعني لو أتى في موضع "ما" بـ "لم" لجاز أن تنتصب الكاف بـ "أتى" لأن المعنى يسوغ عليه. والتقدير: كذبت قريش تكذيبا مثل تكذيب الأمم السابقة رسلهم. ويدل عليه قوله: ما أتى الذين من قبلهم الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إلا قالوا الجملة القولية في محل نصب على الحال من " الذين من قبلهم " ، و "من رسول" فاعل "أتى" كأنه قيل: ما أتى الأولين رسول إلا في حال قولهم: هو ساحر. والضمير في "به" يعود على القول المدلول عليه بـ "قالوا" أي: أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول المتضمن لساحر أو مجنون، والاستفهام للتعجب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية