الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (30) قوله: أم يقولون : قال الثعلبي: "قال الخليل: [ ص: 76 ] كل ما في سورة الطور من "أم" فاستفهام وليس بعطف". وقال أبو البقاء : "أم في هذه الآيات منقطعة". قلت: وتقدم لك الخلاف في المنقطعة: هل تتقدر بـ "بل" وحدها، أو بـ "بل والهمزة"، أو "بالهمزة" وحدها، والصحيح الثاني. وقال مجاهد في قوله: "أم تأمرهم" تقديره: بل تأمرهم. وقرأ: بل هم قوم طاغون بدل "أم هم".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: نتربص في موضع رفع صفة لشاعر. والعامة على "نتربص" بإسناد الفعل لجماعة المتكلمين "ريب" بالنصب. وزيد بن علي "يتربص" بالياء من تحت على البناء للمفعول "ريب" بالرفع. وريب المنون: حوادث الدهر وتقلبات الزمان لأنها لا تدوم على حال كالريب وهو الشك، فإنه لا يبقى، بل هو متزلزل، قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      4118- تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما أو يموت حليلها



                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو ذؤيب:


                                                                                                                                                                                                                                      4119 - أمن المنون وريبه تتوجع     والدهر ليس بمعتب من يجزع



                                                                                                                                                                                                                                      والمنون في الأصل: الدهر. وقال الراغب : "المنون المنية، لأنها [ ص: 77 ] تنقص العدد وتقطع المدد"، وجعل من ذلك قوله: " أجر غير ممنون " أي: غير مقطوع. وقال الزمخشري : "وهو في الأصل فعول من منه إذا قطعه لأن الموت قطوع ولذلك سميت شعوب". و"ريب" مفعول به أي: ننتظر به حوادث الدهر أو المنية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية