الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (12) قوله: عيونا : فيه أوجه، أشهرها: أنه تمييز، أي: فجرنا عيون الأرض فنقله من المفعولية إلى التمييز، كما ينقل من الفاعلية.

                                                                                                                                                                                                                                      ومنعه بعضهم، وتأول هذه الآية على ما سيأتي. وفجرنا الأرض عيونا أبلغ من "فجرنا عيون الأرض" لما ذكر في نظيره غير مرة. الثاني: أنه منصوب على البدل من "الأرض". ويضعف هذا خلوه من الضمير فإنه بدل بعض من كل. ويجاب عنه: بأنه محذوف، أي: عيونا منها كقوله " الأخدود النار " فالنار بدل اشتمال. ولا ضمير فهو مقدر. الثالث: أنه مفعول ثان لأنه ضمن "فجرنا" معنى صيرناها بالتفجير عيونا. الرابع: أنها حال. وفيه تجوزان: حذف مضاف، أي: ذات عيون، وكونها حالا مقدرة لا مقارنة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فالتقى الماء لما كان المراد بالماء الجنس صح أن يقال: فالتقى الماء، كأنه: فالتقى ماء السماء وماء الأرض. وهذه قراءة العامة. وقرأ الحسن والجحدري ومحمد بن كعب، - وتروى عن أمير [ ص: 133 ] المؤمنين أيضا - "الماءان" بتثنية، والهمزة سالمة. وقرأ الحسن أيضا "الماوان" بقلبها واوا. قال الزمخشري : "كقولهم: علباوان يعني: أنه شبه الهمزة المنقلبة عن هاء بهمزة الإلحاق. وروي عنه أيضا" المايان "بقلبها ياء وهي أشد مما قبلها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قد قدر العامة على التخفيف. وقرأ ابن مقسم وأبو حيوة بالتشديد، وهما لغتان قرئ بهما: قوله قدر فهدى ، قدر عليه رزقه كما سيأتي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية