الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (46) قوله: وقوم نوح : قرأ الأخوان وأبو عمرو بجر الميم، والباقون بنصبها. وأبو السمال وابن مقسم وأبو عمرو في رواية الأصمعي "وقوم" بالرفع. فأما الخفض ففيه أربعة أوجه، أحدها: أنه معطوف على "وفي الأرض". الثاني: أنه معطوف على "وفي موسى" . الثالث: أنه معطوف على "وفي عاد" . الرابع: أنه معطوف على "وفي [ ص: 57 ] ثمود" ، وهذا هو الظاهر لقربه وبعد غيره. ولم يذكر الزمخشري غيره فإنه قال: وقرئ بالجر على معنى "وفي قوم نوح ". ويقويه قراءة عبد الله "وفي قوم نوح". ولم يذكر أبو البقاء غير الوجه الأخير لظهوره.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما النصب ففيه ستة أوجه، أحدها: أنه منصوب بفعل مضمر أي: وأهلكنا قوم نوح; لأن ما قبله يدل عليه. الثاني: أنه منصوب بـ اذكر مقدرا، ولم يذكر الزمخشري غيرهما. الثالث: أنه منصوب عطفا على مفعول "فأخذناه". الرابع: أنه معطوف على مفعول فنبذناهم في اليم وناسب ذلك أن قوم نوح مغرقون من قبل. لكن يشكل أنهم لم يغرقوا في اليم. وأصل العطف أن يقتضي التشريك في المتعلقات. الخامس: أنه معطوف على مفعول "فأخذتهم الصاعقة" . وفيه إشكال; لأنهم لم تأخذهم الصاعقة، وإنما أهلكوا بالغرق. إلا أن يراد بالصاعقة الداهية والنازلة العظيمة من أي نوع كانت، فيقرب ذلك. السادس: أنه معطوف على محل "وفي موسى" ، نقله أبو البقاء وهو ضعيف.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الرفع فعلى الابتداء والخبر مقدر أي: أهلكناهم. وقال أبو البقاء : "والخبر ما بعده" يعني من قوله: إنهم كانوا قوما فاسقين. ولا يجوز أن يكون مراده قوله: "من قبل" ; إذ الظرف ناقص فلا يخبر به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية