الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (38) قوله: رهينة : فيه أوجه، أحدها: أن "رهينة" بمعنى "رهن" كالشتيمة بمعنى الشتم. قال الزمخشري : "ليست بتأنيث "رهين" في قوله "كل امرئ" لتأنيث النفس; لأنه لو قصدت الصفة لقيل: "رهين"; لأن فعيلا بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث، وإنما هي اسم بمعنى الرهن كالشتيمة بمعنى الشتم، كأنه قيل: كل نفس بما كسبت رهن، ومنه بيت الحماسة:


                                                                                                                                                                                                                                      4396- أبعد الذي بالنعف نعف كويكب رهينة رمس ذي تراب وجندل



                                                                                                                                                                                                                                      كأنه قال: رهن رمس. الثاني: أن الهاء للمبالغة. والثالث: أن التأنيث لأجل اللفظ. واختار الشيخ أنها بمعنى مفعول وأنها كالنطيحة. قال: "ويدل على ذلك: أنه لما كان خبرا عن المذكر كان بغير هاء، قال تعالى: كل امرئ بما كسب رهين فأنت ترى حيث كان خبرا عن [ ص: 555 ] المذكر أتى بغير تاء، وحيث كان خبرا عن المؤنث أتى بالتاء. فأما الذي في البيت فأنث على معنى النفس".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية