الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (19) قوله: يدعوه : في موضع الحال أي: داعيا، أي: موحدا له.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لبدا قرأ هشام بضم اللام، والباقون بكسرها. فالأولى: جمع لبدة بضم اللام نحو: غرفة وغرف. وقيل: بل هو اسم مفرد صفة من الصفات نحو: "حطم"، وعليه قوله تعالى: مالا لبدا . وأما [ ص: 499 ] الثانية: فجمع "لبدة" بالكسر نحو: قربة وقرب. واللبدة واللبدة. الشيء المتلبد أي: المتراكب بعضه على بعض، ومنه لبدة الأسد كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4358 -. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . له لبدة أظفاره لم تقلم



                                                                                                                                                                                                                                      ومنه "اللبد" لتلبد بعضه فوق بعض، ولبد: اسم نسر لقمان ابن عاد، عاش مائتي سنة حتى قالوا: "طال الأمد على لبد"، والمعنى: كادت الجن يكونون عليه جماعات متراكمة مزدحمين عليه كاللبد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن والجحدري "لبدا" بضمتين، ورواها جماعة عن أبي عمرو ، وهي تحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون جمع لبد نحو: "رهن" جمع "رهن". والثاني: أنه جمع "لبود" نحو: صبور وصبر، وهو بناء مبالغة أيضا. وقرأ ابن محيصن بضمة وسكون، فيجوز أن تكون هذه مخففة من القراءة التي قبلها، ويجوز أن تكون وصفا برأسه. وقرأ الحسن والجحدري أيضا "لبدا" بضم اللام وتشديد الباء، وهو جمع "لابد" كساجد وسجد، وراكع وركع. وقرأ أبو رجاء بكسر اللام وتشديد الباء وهي غريبة جدا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية