الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (10) قوله: تلهى : أصله تتلهى من لهي يلهى بكذا، أي: اشتغل، وليس هو من اللهو في شيء. وقال الشيخ : "ويمكن أن يكون منه; لأن ما يبنى على فعل من ذوات الواو تنقلب واوه ياء لانكسار ما قبلها نحو: شقي يشقى. فإن كان مصدره جاء بالياء فيكون من مادة غير مادة اللهو". قلت: الناس إنما لم يجعلوه من اللهو لأجل أنه مسند إلى ضمير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يليق بمنصبه الكريم أن ينسب الله تعالى إليه التفعل من اللهو بخلاف الاشتغال، فإنه يجوز أن يصدر منه في بعض الأحيان، ولا ينبغي أن يعتقد غير هذا، وإنما سقط الشيخ . [ ص: 689 ] وقرأ ابن كثير في رواية البزي عنه "عنهو تلهى" بواو هي صلة لهاء الكناية وتشديد التاء، والأصل تتلهى فأدغم، وجاز الجمع بين ساكنين لوجود حرف علة وإدغام، وليس لهذه الآية نظير: وهو أنه إذا لقي صلة هاء الكناية ساكن آخر ثبتت الصلة بل يجب الحذف. وقرأ أبو جعفر "تلهى" بضم التاء مبنيا للمفعول، أي: يلهيك شأن الصناديد. وقرأ طلحة "تتلهى" بتاءين وهي الأصل، وعنه بتاء واحدة وسكون اللام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية