الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (30) قوله: إلا أن يشاء الله : فيه وجهان، أحدهما: أنه حال، أي: إلا في حال مشيئة الله، قاله أبو البقاء . وفيه نظر; لأن هذا مقدر بالمعرفة. إلا أن يريد تفسير المعنى. والثاني: أنه ظرف. قال الزمخشري : فإن قلت: ما محل " أن يشاء الله " ؟ قلت: النصب على الظرف، وأصله إلا وقت مشيئة الله، وكذلك قرأ ابن مسعود "إلا ما يشاء الله" لأن "ما" مع الفعل كـ "أن". ورده الشيخ : بأنه لا يقوم مقام الظرف إلا المصدر الصريح. لو قلت: "أجيئك أن يصيح الديك" أو "ما يصيح" لم يجز. قلت: وقد تقدم الكلام معه في ذلك غير مرة. [ ص: 627 ] وقرأ نافع والكوفيون "تشاؤون" خطابا لسائر الخلق أو على الالتفات من الغيبة في قوله: "نحن خلقناهم". والباقون بالغيبة جريا على قوله: "خلقناهم" وما بعده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية