الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (83) قوله: فلولا إذا بلغت الحلقوم : ترتيب الآية الكريمة: فلولا ترجعونها - أي النفس - إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين. و"فلولا" الثانية مكررة للتوكيد. قاله الزمخشري . قلت: فيكون التقدير: فلولا فلولا ترجعونها، من باب التوكيد اللفظي، وتكون "إذا بلغت" ظرفا لـ "ترجعونها" مقدما عليه; إذ لا مانع منه، أي: فلولا ترجعون النفس في وقت بلوغها الحلقوم. وقوله: وأنتم حينئذ تنظرون جملة حالية من فاعل بلغت، والتنوين في "حينئذ" عوض من الجملة المضاف إليها "إذا"، أي: إذا بلغت الحلقوم خلافا للأخفش حيث زعم أن التنوين للصرف والكسر للإعراب، وقد مضى تحقيقه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 229 ] آ. (84) وقرأ العامة بفتح نون "حينئذ" لأنه منصوب على الظرف ناصبه "تنظرون". وعيسى بكسرها، وهي مشكلة لا تبعد عن الغلط عليه، وخرجت على الإتباع لحركة الهمزة، ولا غرو في ذلك فليست بأبعد من قراءة "الحمد لله" بكسر الدال لتلازم المتضايفين ولكثرة دورهما على الخصوص.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية