الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (36) قوله: إلا من غسلين : صفة لـ "طعام" دخل الحصر على الصفة، كقولك: "ليس عندي رجل إلا من بني تميم" والمراد بالحميم الصديق، فعلى هذا الصفة مختصة بالطعام أي: ليس له صديق ينفعه ولا طعام إلا من كذا. وقيل: التقدير: ليس له حميم إلا من غسلين ولا طعام، قاله أبو البقاء ، فجعل "من غسلين" صفة للحميم، [ ص: 438 ] كأنه أراد به الشيء الذي يحم به البدن من صديد النار. ثم قال: وقيل: من الطعام والشراب; لأن الجميع يطعم بدليل قوله: ومن لم يطعمه فعلى هذا يكون إلا من غسلين صفة لـ "حميم" ولـ "طعام"، والمراد بالحميم ما يشرب. والظاهر أن خبر "ليس" هو قوله: "من غسلين" إذا أريد بالحميم ما يشرب أي: ليس له شراب ولا طعام إلا غسلينا. أما إذا أريد بالحميم الصديق فلا يتأتى ذلك. وعلى هذا الذي ذكرته فيسأل عما يعلق به الجار والظرفان؟ والجواب: أنها تتعلق بما تعلق به الخبر، أو يجعل "له" أو "ههنا" حالا من "حميم"، ويتعلق " اليوم" بما تعلق به الحال. ولا يجوز أن يكون "اليوم" حالا من "حميم"، و"له" و" ههنا" متعلقان بما تعلق به الحال; لأنه ظرف زمان، وصاحب الحال جثة. وهذا الموضع موضع حسن مفيد فتأمله.

                                                                                                                                                                                                                                      والغسلين: فعلين من الغسالة، فنونه وياؤه زائدتان. قال أهل اللغة: هو ما يجري من الجراح إذا غسلت. وفي التفسير: هو صديد أهل النار. وقيل: شجر يأكلونه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية