الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (29) قوله: بنعمت ربك : فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه مقسم به متوسط بين اسم "ما" وخبرها، ويكون الجواب حينئذ محذوفا لدلالة هذا المذكور عليه، التقدير: ونعمة ربك ما أنت بكاهن ولا مجنون. الثاني: أن الباء في موضع نصب على الحال، والعامل فيها "بكاهن" أو "مجنون" والتقدير: ما أنت كاهنا ولا مجنونا ملتبسا بنعمة ربك، قاله أبو البقاء ، وعلى هذا فهي حال لازمة; لأنه عليه السلام لا يفارق هذه الحال. الثالث: أن الباء متعلقة بما دل عليه الكلام، وهو اعتراض بين اسم "ما" وخبرها. والتقدير: ما أنت في حال إذكارك بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون، قاله الحوفي. ويظهر وجه رابع: وهو أن تكون الباء سببية، وتتعلق حينئذ بمضمون الجملة المنفية، وهذا هو مقصود الآية الكريمة. والمعنى: انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة الله عليك، كما تقول: ما أنا بمعسر بحمد الله وغنائه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية