الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (43) قوله: فيم أنت : "فيم" خبر مقدم، و"أنت" مبتدأ مؤخر و "من ذكراها" متعلق بما تعلق به الخبر، والمعنى: أنت في أي شيء من ذكراها، أي: ما أنت من ذكراها لهم وتبيين وقتها في شيء. وقال الزمخشري عن عائشة رضي الله عنها: "لم يزل عليه السلام يذكر الساعة، ويسأل عنها حتى نزلت". قال: فعلى هذا هو تعجب من كثرة ذكره لها، كأنه قيل: في أي شغل واهتمام أنا من ذكراها والسؤال عنها". وقيل: الوقف على قوله: "فيم" وهو خبر مبتدأ مضمر، أي: فيم هذا السؤال، ثم يبتدأ بقوله: أنت من ذكراها ، أي: إرسالك وأنت خاتم الأنبياء، وآخر الرسل، والمبعوث في نسم الساعة، ذكر من ذكراها وعلامة من علاماتها، فكفاهم بذلك دليلا على دنوها ومشارفتها والاستعداد لها، ولا معنى لسؤالهم عنها، قاله الزمخشري ، وهو كلام حسن لولا أنه يخالف الظاهر ومفكك لنظم الكلام.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية