[ ص: 655 ] آ. (23) قوله: لابثين : منصوب على الحال من الضمير المستتر في "للطاغين" وهي حال مقدرة. وقرأ "لبثين" دون ألف، والباقون "لابثين" بها. وضعف حمزة قراءة مكي قال: "ومن قرأ "لبثين"، شبهه بما هو خلقة في الإنسان نحو: حذر وفرق، وهو بعيد; لأن اللبث ليس مما يكون خلقة في الإنسان، وباب فعل إنما هو لما يكون خلقة في الإنسان، وليس اللبث بخلقة". ورجح حمزة، قراءة الزمخشري فقال: "قرئ: لابثين ولبثين. واللبث أقوى"; لأن اللابث يقال لمن وجد منه اللبث، ولا يقال: لبث إلا لمن شأنه اللبث كالذي يجثم بالمكان، لا يكاد ينفك منه". قلت: وما قاله حمزة أصوب. وأما قول الزمخشري اللبث ليس خلقة فمسلم; لكنه بولغ في ذلك فجعل بمنزلة الأشياء الخلقية. مكي:
قوله: أحقابا منصوب على الظرف، وناصبه "لابثين"، هذا هو المشهور. وقيل: هو منصوب بقوله "لا يذوقون" وهذا عند من يرى تقديم معمول ما بعد "لا" عليها، وهو أحد الأوجه، وقد تقدم هذا مستوفى في أواخر الفاتحة. وجوز أن ينتصب على الحال، قال: "وفيه وجه آخر: وهو أن يكون من حقب عامنا: إذا قل [ ص: 656 ] مطره وخيره، وحقب فلان: إذا أخطأه الرزق فهو حقب، وجمعه أحقاب، فينتصب حالا عنهم بمعنى: لابثين فيها حقبين جحدين". وقد تقدم الكلام على "الحقب"، وما قيل فيه في سورة الكهف. الزمخشري