الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي كقنطرة ، ولم يرج عودها في مثلها ، وإلا وقف لها .

التالي السابق


( و ) إلا أن يقف ( في ) مصالح ( كقنطرة ) ورباط ومسجد وسبيل ماء فانهدمت و ( لم يرج ) بضم فسكون ففتح ( عودها ) أي رجوع القنطرة فيصرف الوقف على مصالحها ( في ) مصالح ( مثلها ) يحتمل إلى مثلها في النوع ، أي قنطرة ، ويحتمل في الجنس من حيث النفع العام كمسجد ورباط وسبيل وهما قولان ( وإلا ) أي وإن رجي عودها ( وقف ) بضم فكسر ، أي أخر الوقف ( لها ) أي القنطرة ، ولا يرجع إلى فقراء عصبة الواقف .

عياض إن جعل حبسه على وجه معين غير محصور كقوله حبس في السبيل أوفى ، وقيد مسجد كذا أو إصلاح قنطرة كذا ، فحكمه حكم الحبس المبهم يوقف على التأبيد ، ولا [ ص: 144 ] يرجع ملكا ، فإن تعذر ذلك الوجه لجلاء أهل البلد أو فساد موضع القنطرة حتى علم أنها لا يمكن أن تبنى وقف إن طمع بعوده إلى حاله أو صرف في مثله .



وسئل ابن علاق عن حبس على طلاب العلم الغرباء فلم يوجد غرباء ، فقال إن لم يوجد غرباء يدفع لغير الغرباء ، ويشهد لهذا مسائل المذهب منها فتيا سحنون في فضل زيت المسجد أنه يوقد منه في مسجد آخر ، وفتيا ابن دحون في حبس حصن يغلب العدو عليه يدفع في حصن آخر ، قال وما كان لله تعالى واستغني عنه يجوز جعله في غير ذلك الوجه مما هو لله تعالى ، وفتوى ابن رشد في فضل غلات مسجد زائدة على حاجته أن يبنى منها مسجد تهدم ، وقال ابن عرفة شبيه المصرف مثله إن تعطل . ابن المكوي يجتهد القاضي فيه .




الخدمات العلمية