الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ولا تكتنفه يكتنفه الأرضون ، ولا السماوات .

.

التالي السابق


(ولا تكتنفه الأرضون، ولا السموات) يقال: اكتنفه القوم: كانوا منه يمنة ويسرة، أي أنه سبحانه لا مكان له، ولا جهة، قال الشافعي -رحمه الله تعالى-: والدليل عليه هو أنه تعالى كان ولا مكان، فخلق المكان، وهو على صفة الأزلية، كما كان قبل خلقه المكان، لا يجوز عليه التغيير في ذاته، ولا التبديل في صفاته، وقال إمام الحرمين في "لمع الأدلة": والدليل على تقدسه تعالى عن الاختصاص بجهة والاتصاف بالمتحاذيات وأنه لا تحده الأقطار ولا تكتنفه الأقدار ويجل عن قبول الحد والمقدار، أن كل مختص بجهة شاغل لها، وكل متحيز قابل لملاقاة الجواهر ومفارقتها، وكل ما يقبل الاجتماع والافتراق لا يخلو عنهما، وما لا يخلو من الافتراق والاجتماع حادث كالجواهر، فإذا ثبت تقدس الباري عن التحيز والاختصاص بالجهات، فيترتب على ذلك تعاليه عن الاختصاص بمكان وملاقاة أجرام وأجسام، فقد بان لك تنزيه ذاته سبحانه عن كل ما لا يليق بجلاله وقدوسيته .




الخدمات العلمية