الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وذكر الثانية بقوله : ( أو متصلا به تبعا لها دخل في بيعها ) يعني أن كل ما كان متصلا بالبيع اتصال قرار وهو ما وضع لا لأن يفصله البشر دخل تبعا [ ص: 548 ] وما لا فلا

التالي السابق


( قوله : اتصال قرار إلخ ) فيدخل الحجارة المخلوقة والمثبتة في الأرض والدار لا المدفونة ، يدل عليه قولهم : لو اشترى أرضا بحقوقها وانهدم حائط منها ، فإذا فيه رصاص أو ساج أو خشب إن من جملة البناء كالذي يكون تحت الحائط يدخل ، وإن شيئا مودعا فيه فهو للبائع ، وإن قال البائع : ليس لي فحكمه حكم اللقطة ، فقولهم شيئا مودعا يدخل فيه الأحجار المدفونة ، ويقع كثيرا في بلادنا أنه يشتري الأرض أو الدار ، فيرى المشتري فيها بعد حفرها أحجار المرمر والكذان ، والبلاط والحكم فيه إن كان مبنيا ، فللمشتري وإن موضوعا لا على وجه البناء فللبائع وهي كثيرة الوقوع فاغتنم ذلك . بقي لو ادعى البائع أنها كانت مدفونة ، فلم تدخل والمشتري أنها مبنية فقد يقال يتحالفان ; لأنه يرجع إلى الاختلاف في قدر المبيع وقد يقال : يصدق البائع ; لأن اختلافهما في تابع لم يرد عليه العقد والتحالف على خلاف القياس ، فيما ورد عليه العقد ، فلا يقاس عليه غيره ، والبائع ينكر خروجه عن ملكه والأصل بقاء ملكه فتأمل . ا هـ . ملخصا من حاشية المنح للخير الرملي . ( قوله : وهو ما وضع لا لأن يفصله البشر إلخ ) فيدخل الشجر كما يأتي لاتصالها بها اتصال قرار إلا اليابس ; لأنه على شرف القلع كما يأتي ولا يدخل الزرع ; لأنه متصل لأن يفصل فأشبه متاعا فيها كما في الدرر ، وإنما يدخل المفتاح ; لأنه تبع للغلق المتصل فهو كالجزء منه إذ لا ينتفع به إلا به بخلاف مفتاح القفل كما يأتي . [ ص: 548 ] والحاصل : أنه قد يدخل بعض المنقول المنفصل إذا كان تبعا للمبيع بحيث لا ينتفع به إلا به فيصير كالجزء كولد البقرة الرضيع بخلاف ولد الأتان ، وقد يدخل عرفا كقلادة الحمار وثياب العبد . ( قوله : وما لا فلا ) تبع فيه الدرر والمناسب إسقاطه ليصح التفصيل في قوله : وما لم يكن من القسمين إلخ تأمل .




الخدمات العلمية