الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في إخباره صلى الله عليه وسلم من قال في نفسه شعرا به

                                                                                                                                                                                                                              روى البيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أبي يريد أن يأخذ مالي ، فدعا أباه فهبط جبريل ، فقال :

                                                                                                                                                                                                                              إن الشيخ قد قال في نفسه شيئا لم تسمعه أذناه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قلت في نفسك شيئا لم تسمعه أذناك ؟ » قال : لا يزال يزيدنا الله تعالى بك بصيرة ويقينا ، نعم ، قال : هات ، فأنشأ يقول :


                                                                                                                                                                                                                              غذوتك مولودا ومنتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل     إذا ليلة ضاقتك بالسقم لم أبت
                                                                                                                                                                                                                              لسقمك إلا ساهرا أتململ     تخاف الردى نفسي عليك وإنها
                                                                                                                                                                                                                              لتعلم أن الموت حتم موكل     كأني أنا المطروق دونك بالذي
                                                                                                                                                                                                                              طرقت به دوني فعيناي تهمل     فلما بلغت السن والغاية التي
                                                                                                                                                                                                                              إليك مدى ما كنت فيك أؤمل     جعلت جزائي غلظة وفظاظة
                                                                                                                                                                                                                              كأنك أنت المنعم المتفضل     فليتك إذ لم ترع حق مودتي
                                                                                                                                                                                                                              فعلت كما الجار المجاور يفعل

                                                                                                                                                                                                                              فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بتأنيب ابنه وقال : «أنت ومالك لأبيك» .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية