الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني والعشرون في إخباره صلى الله عليه وسلم بأن خيبر تفتح على يد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح خيبر :

                                                                                                                                                                                                                              «لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه» ، فلما أصبح قال : «أين علي بن أبي طالب ؟ » قالوا : يشتكي عينيه ، قال : «فأرسلوا إليه» ، فأتي به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع .


                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمدا ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم!! فخرج فلحق به ، فلما كان مساء الليلة التي فتح الله في صباحها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه» ، فإذا نحن بعلي وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه الراية ففتح الله عليه .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه مسلم (من ) وجه آخر عن سلمة وذكر قوله : فبصق في عينيه فبرأ . ورواه الحارث وأبو نعيم من وجه آخر عن سلمة وزاد فأخذ الراية ، فخرج بها حتى ركزها تحت الحصن ، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال : من أنت ؟ قال : علي ، قال : علوتم وما أنزل على موسى ، فما رجع حتى فتح الله على يديه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي وأبو نعيم عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خيبر :

                                                                                                                                                                                                                              «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يأخذها عنوة» ، وليس ثم علي فتطاولت لها قريش ، وجاء علي على بعير له وهو أرمد ، قال : «ادن مني» ، فتفل في عينيه فما وجعها حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية .
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 63 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية