الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع في بعض آيات وقعت للعلاء بن الحضرمي رضي الله تعالى عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى البيهقي عن أنس وأبي هريرة وسهم بن منجاب عن منجاب بن راشد رضي الله عنهم أنهم غزوا مع العلاء الحضرمي على البحرين ، فقال : يا أرحم الراحمين ، يا عليم يا حكيم ، يا علي يا عظيم ، يا عزيز يا كريم ، إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك ، اجعل لنا سبيلا إلى عدوك ، ثم قال : أجيزوا بسم الله ، قال : فأجزنا . [ ص: 242 ]

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري عن سهم بن منجاب وابن سعد والبيهقي وأبو نعيم عن أبي هريرة والبيهقي عن أنس رضي الله عنهم قال أبو هريرة : خرجت مع العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه فرأيت منه خصالا لا أدري أيتهن أعجب ، قال أنس رضي الله عنه : أدركت في هذه الأمة ثلاثا لو كانت في بني إسرائيل لم تقاسمها الأمم ، قال منجاب : غزونا مع العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه دارين ، ثم اتفقوا ، واللفظ لأنس ، قالوا : كنا في غزاة فأتينا مغازينا ، فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا آثار الماء والحر الشديد ، وجهدنا العطش ودوابنا ، وذلك يوم الجمعة ، فلما مالت الشمس لغروبها ، صلى بنا ركعتين ، ثم مد يده إلى السماء وما نرى في السماء شيئا ، فو الله ، ما حط يده حتى بعث الله ريحا وأنشأ سحابا ، وأفرغت حتى ملأت الغدر والشعاب ، فشربنا وسقينا ركابنا ، ثم أتينا عدونا ، وقد جاوز خليجا من البحر إلى جزيرة ، فوقف على البحر ، وقال :

                                                                                                                                                                                                                              يا عليم يا عظيم ، يا حليم يا كريم ، ثم قال : أجيزوا بسم الله ، قالوا : فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا ، فلم نلبث إلا يسيرا وأتينا العدو فقتلنا وأسرنا وسبينا ، ثم أتينا الخليج ، فقال مثل مقالته فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا ، وذكروا بقية الحديث ، وقال رجل من المسلمين في مرورهم في البحر :


                                                                                                                                                                                                                              ألم تر أن الله ذلل بحره وأنزل بالكفار إحدى الجلائل     دعونا الذي شق البحار فجاءنا
                                                                                                                                                                                                                              بأعجب من فلق البحار الأوائل

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية