الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس والسبعون في إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية وأنها تفتح قبل رومية

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن أبي شيبة برجال ثقات والإمام أحمد عن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «لتفتحن القسطنطينية ، ولنعم الأمير أميرها ، ونعم الجيش ذلك الجيش» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحارث والطبراني عن جبير بن نفير رحمه الله تعالى قال : سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول بالفسطاط في خلافة معاوية أعد الناس للقسطنطينية ، والله لا تعجز هذه الأمة من نصف يوم ، وإذا رأيت الشام مائدة رجل ، وأهل بيته ، فعند ذلك تفتح القسطنطينية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطيالسي وابن منيع وابن أبي شيبة وأبو يعلى برجال ثقات إلا أسيد جابر وهو ثقة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث ، ولا يفرح بغنيمة ، يجمع الروم لكم ، وفي لفظ يجمعون لأهل الإسلام ونحا بيده نحو الشام ، قلت الروم تعني ؟ قال : نعم ، فيكون عند ذلك ردة شديدة فيشرط المسلمون شرطة للموت ، لا ترجع إلا [ ص: 130 ]

                                                                                                                                                                                                                              غالبة فيقاتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء ويفيء هؤلاء كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقاتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقاتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب ، وتفنى الشرطة ، فإذا كان الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام ، فجعل الله الدائرة عليهم ، فيقتتلون مقتلة عظيمة إما قال لم ير مثلها وإما قال لم نر مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فلا يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب وكانوا مائة فلا يجدون بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو ميراث يقسم ؟

                                                                                                                                                                                                                              قال : فبينما هم كذلك إذا سمعوا بناس هم أكثر من ذاك جاءهم الصريخ أن الدجال قد خلف في ذراريهم ، فيرفضون ما في أيديهم ، ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة

                                                                                                                                                                                                                              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ» أو قال : «هم خير من على ظهر الأرض»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة وابن منيع والإمام أحمد والحاكم وصححه عن أبي قبيل رحمه الله تعالى قال : كنا عند عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسئل : أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق ، فأخرج منه كتابا يقرؤه

                                                                                                                                                                                                                              قال : بينا نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سئل أي المدينتين تفتح أولا ، قسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا بل مدينة هرقل تفتح أولا»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يكون أدنى مسالح المسلمين ببولاء يا علي إنكم ستقاتلون بني الأصفر ويقاتلهم الذين من بعدكم ، حتى يخرج إليهم روقة الإسلام ، أهل الحجاز الذين لا يخافون في الله لومة لائم ، ويفتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير ، فيصيبون غنائم لم يصيبوا مثلها حتى يقتسموا بالأترسة ويأتي آت ، فيقول : إن المسيح قد خرج ببلادكم ، ألا وهي كذبة ، فالآخذ نادم ، والتارك نادم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الديلمي عن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يفتح الله على المؤمنين القسطنطينية والرومية بالتسبيح والتكبير» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والبخاري في التاريخ والبزار وابن خذيمة والبغوي والبارودي وابن السكن وابن قانع والطبراني في الكبير ، وأبو نعيم والحاكم والضياء عن عبد الله بن بشر الغنوي عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لتفتحن القسطنطينية ، ولنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش» . [ ص: 131 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية