الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              السادسة : وبأن أصحابه إذا كانوا معه على أمر جامع كخطبة وجهاد ورباط لم يذهب أحد منهم في حاجة حتى يستأذنوه أي لم يذهب أحد في حاجة حتى يستأذنه .

                                                                                                                                                                                                                              كما قال الله تعالى : إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه [النور - 62] فإذا كان هذا مذهبا مقيدا ، أرضا فيه لحاجة لم يوسع لهم فيه إلا بإذنه فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين ، أصوله وفروعه دقيقه وجليله هل يشرع الذهاب إليه بدون استئذان ؟ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [النحل - 43] .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة : وبتحريم ندائه من وراء الحجرات كما قال الله تعالى : إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون [الحجرات 4] .

                                                                                                                                                                                                                              وجه الاستدلال أن الله تعالى وصف فاعل ذلك بعدم العقل أي عقل الأحكام الشرعية فدل على أن من الأحكام الشرعية أن لا يناديه من وراء الحجرات .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة : وبتحريم ندائه باسمه مثل : يا محمد! يا أحمد! ولكن ينادى يا نبي الله ، يا رسول الله ، يا خيرة الله ونحو ذلك قال الله تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا [النور - 63] .

                                                                                                                                                                                                                              قال سعيد بن جبير ومجاهد بلغني : قولوا يا رسول الله في رفق ولين ، ولا تقولوا يا محمد بتهجم . [ ص: 454 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية