الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              العاشرة بعد المائتين .

                                                                                                                                                                                                                              وبأن التسمي باسمه مبارك ميمون .

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي فديك عن جهم بن عثمان عن جشيب عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "من تسمى باسمي يرجو بركتي غدت عليه البركة ، وراحت إلى يوم القيامة" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى

                                                                                                                                                                                                                              الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "من ولد له ثلاث ، فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل" .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية عشرة بعد المائتين .

                                                                                                                                                                                                                              وبكراهة سب من اسمه محمد وضربه .

                                                                                                                                                                                                                              روى البزار وأبو يعلى وابن عدي والحاكم عن أنس -رضي الله عنه- قال : تسمون أولادكم محمدا ثم تلعنونهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار عن أبي رافع قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : "إذا سميتم محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه" .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية عشرة بعد المائتين .

                                                                                                                                                                                                                              وبمطابقة اسمه لمعناه الذي هو سمته وأخلاقه ، فكان اسمه يدل على مسماه ، وكانت خلائقه إنما هي تفضيل جملة اسمه وشرح معناه ، وذلك أن أشهر أسمائه -صلى الله عليه وسلم- محمد ، وتقدم الكلام في باب أسمائه الشريفة بتسميته -صلى الله عليه وسلم- بهذا الاسم لما اشتمل عليه من مسماه ، وهو الحمد ، فإنه -صلى الله عليه وسلم- محمود عند الله ، محمود عند الملائكة ، محمود عند إخوانه من الأنبياء ، محمود عند أهل الأرض كلهم ، وإن كفر به بعضهم ، فإن ما فيه من صفات الكمال [ ص: 342 ] محمودة عند كل عاقل ، وإن كابر عقله جحود أو عناد أو جهل باتصافه بها ، ولو علم اتصافه بها لحمده ، فإنه يحمد من اتصف بصفات الكمال ويجهل وجودها فيه ، فهو في الحقيقة حامد له -صلى الله عليه وسلم- وقد اختص -صلى الله عليه وسلم- من معنى الحمد بما لم يجتمع لغيره ، فإن اسمه محمد وأحمد ، وأمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء ، وصلاته وصلاة أمته مفتتحة بالحمد ، وخطبه مفتتحة بالحمد ، وكتابه مفتتح بالحمد ، وبيده -صلى الله عليه وسلم- لواء الحمد يوم القيامة ، وهو صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون ، وإذا سجد بين يدي الله تعالى في طلب الشفاعة يحمده ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذ ، وإذا قام في ذلك المقام حمده حينئذ أهل الموقف كلهم مؤمنهم وكافرهم أولهم وآخرهم ، وهو محمود بما ملأ به الأرض من الهدى والإيمان ، والعلم النافع والعمل الصالح ، وما حمله عليه من محاسن الأخلاق ومكارم الشيم ، وإن من نظر في أخلاقه وشيمه علم أنه خير أخلاق ، وقد تقدم ذكر شيء منها .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة عشرة بعد المائتين .

                                                                                                                                                                                                                              وبأنه الله كلمه بأنواع الوحي وهي ثلاثة : الرؤيا الصادقة ، والكلام بغير واسطة ، والتكلم بواسطة جبريل -صلى الله عليه وسلم- ذكره ابن عبد السلام ، وتقدم بيان ذلك في أول البعثة . [ ص: 343 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية