الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني والسبعون في إخباره صلى الله عليه وسلم بذهاب الأمانة والعلم والخشوع وعلم الفرائض

                                                                                                                                                                                                                              روى مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين ، قد رأينا أحدهما وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن ، فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ، ثم حدثنا عن رفع الأمانة ، قال : «ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر الوكت ، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر ، دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا ، وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون ، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة ، حتى يقال : إن في بني فلان رجلا أمينا ، حتى يقال للرجل : ما أجلده ، ما أكرمه ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول ما تفقدون من دينكم الأمانة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحكيم الترمذي عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول ما يرفع من الناس الأمانة ، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة ، ورب مصل لا خلاق له عند الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه والدارقطني والحاكم والشيرازي في الألقاب والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تعلموا الفرائض وعلموها الناس ، فإنه نصف العلم . [ ص: 127 ]

                                                                                                                                                                                                                              وإنه ينسى ، وهو أول شيء ينزع من أمتي»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والترمذي والنسائي والبيهقي والحاكم ، واللفظ له عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تعلموا الفرائض ، وعلموا الناس ، فإني امرؤ مقبوض ، وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان في الفريضة ، فلا يجدان من يفصل بينهما» . ورواه الدارقطني

                                                                                                                                                                                                                              وقال الأصح أنه مرسل .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الديلمي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تعلموا العلم قبل أن يرفع ، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه ابن مسعود وزاد : وإياكم والتنطع والبدع وعليكم بالعتيق .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل حتى يكثر فيكم المال فيفيض» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والدارمي والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في تفسيره ، وابن مردويه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم ، وقبل أن يرفع العلم» ، قيل : يا رسول الله ، كيف يرفع العلم وهذا القرآن بين أظهرنا ؟ فقال : «ثكلتك أمك ، وهذه اليهود والنصارى أو ليست بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا بالحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم ألا وإن ذهاب العلم أن تذهب حملته» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير والخطيب عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «يا أيها الناس ، عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبل أن يرفع ، العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن أبي شيبة والشيخان والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر ، والخطيب عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء ، فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان والترمذي وابن ماجه عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» . [ ص: 128 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية