الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب العاشر في عصمته صلى الله عليه وسلم من زيد بن قيس وعامر بن الطفيل

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني وابن المنذر وأبو نعيم عن ابن عباس وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد والبيهقي عن ابن إسحاق أن عامر بن الطفيل قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد أن يغدر به ، فقال لأربد : إنا قدمنا على الرجل ، فإني شاغل عنك وجهه ، فإذا فعلت ذلك ، فاعله بالسيف ، قال : أفعل ، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أريدك يا محمد ، قم معي أكلمك ، فقام معه ، فخليا إلى جدار ووقف عامر يكلمه ، فقال : يا محمد خالني قال : «لا ، حتى تؤمن بالله وحده» ، فلما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أما والله ، لأملأنها عليك خيلا حمرا ورجالا . فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم ، اكفني عامر بن الطفيل» . فلما خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر لإربد : ويحك يا إربد ، أين ما كنت أمرتك به ؟ قال : والله ، ما كان على ظهر الأرض رجل أخوف عندي على نفسي منك ، وايم الله ، لا أخاف بعد اليوم أبدا ، قال : لا أبا لك ، لا تعجل علي ، فو الله ، ما هممت بالذي أمرتني به من مرة إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك ، أفأضربك بالسيف ؟ [ ص: 261 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية