الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الرابع في إخباره صلى الله عليه وسلم الثقفي والأنصاري بما جاءا يسألان عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى مسدد والبزار والأصبهاني من طريق إسماعيل بن رافع والبيهقي عن أنس رضي الله عنه قال : كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فأتاه رجل من الأنصار ، ورجل من ثقيف فلما سلما ، قالا : جئناك ، يا رسول الله ، لنسألك ، قال : «إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أسكت وتسألاني فعلت» ، قالا : لا ، أخبرنا يا رسول الله ، نزدد إيمانا أو نزدد يقينا ، فقال الأنصاري للثقفي : سل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بل أنت فسله ، فإني أعرف حقك ، فسأله ، فقال : أخبرنا يا رسول الله ، قال : «جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن طوافك بالبيت ، وما لك فيه ، وركعتيك بعد الطواف ، وما لك فيهما ، وعن طوافك بالصفا والمروة ، وعن وقوفك بعرفة ، وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، وعن حلاقك رأسك ، وما لك فيه ، وعن طوافك ، وما لك فيه» - يعني الإفاضة- قال : والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك! قال :

                                                                                                                                                                                                                              «فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ، لم تضع ناقتك خفا ولن ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا به عنك خطيئة ، ويرفع لك بها درجة ، وأما ركعتاك بعد الطواف فإنهما كعتق رقبة من ولد إسماعيل ، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتقك سبعين رقبة ، وأما وقوفك عشية [ ص: 52 ] عرفة ، فإن الله تعالى يهبط إلى السماء الدنيا ، فيباهي بكم الملائكة يقول : هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ومغفرتي ، فلو كانت ذنوبكم عدد الرمل وكزبد البحر لغفرتها ، أفيضوا مغفورا لكم ، ولمن شفعتم له ، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات ، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك ، وأما حلاق رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة يمحى عنك بها خطيئة» ، قال : يا رسول الله ، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك ؟ قال : «يدخر لك في حسناتك ، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ، فإنك تطوف ولا ذنب لك ، يأتي ملك حتى يده بين كتفيك ، ثم يقول : اعمل لما تستقبل فقد غفر لك ما مضى» قال الثقفي : أخبرني رسول الله ، قال : جئت تسألني عن الصلاة!» قال : «إذا غسلت وجهك انتثرت الذنوب من أشفار عينيك ، وإذا غسلت يديك انتثرت الذنوب من أظفار يديك ، وإذا مسحت برأسك انتثرت الذنوب عن رأسك ، وإذا غسلت رجليك انتثرت الذنوب من أظفار قدميك»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              . . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني في الكبير والبزار وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما [ . . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية