الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني فيما رآه عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : رأيت كأني في روضة ، وسط الروضة عمود ، في أعلى العمود عروة ، فقيل لي : ارقه ، قلت : لا أستطيع ، فأتاني وصيف فرفع ثيابي فرقيت فاستمسكت بالعروة ، فانتبهت ، وأنا مستمسك بها فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «تلك الروضة روضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة العروة الوثقى لا تزال متمسكا بالإسلام حتى تموت» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عنه قال : رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا ، رأيت كأن رجلا [ ص: 232 ]

                                                                                                                                                                                                                              أتاني ، فقال : انطلق ، فسلك بي في منهج عظيم ، فبينما أنا أمشي إذ عرض لي طريق عن شمالي فأردت أن أسلكها ، فقال : إنك لست من أهلها ثم عرضت لي طريق عن يميني ، فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل زلق ، فأخذ بيدي فزجل بي حتى أخذت بالعروة فقال لي :

                                                                                                                                                                                                                              استمسك بالعروة فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «رأيت خيرا ، أما المنهج العظيم فالحشر ، وأما الطريق التي عرضت عن شمالك فطريق أهل النار ، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق أهل الجنة ، وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء ، وأما العروة الوثقى التي استمسكت بها فالإسلام؛ فاستمسك بها حتى تموت»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية