الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الحادي عشر في إخباره صلى الله عليه وسلم بخلفائه الأربعة رضي الله تعالى عنهم

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو يعلى والحارث بن أبي أسامة والحاكم وصححه والبيهقي وأبو نعيم عن سفينة رضي الله عنه قال : لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، جاء أبو بكر بحجر فوضعه ، ثم جاء عمر بحجر فوضعه ، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «هؤلاء ولاة الأمر من بعدي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى ، والحاكم ، وأبو نعيم عن عائشة رضي الله عنها قالت : أول حجر حمله النبي صلى الله عليه وسلم لبناء المسجد ، ثم حمل أبو بكر حجرا ، ثم حمل عمر حجرا ، ثم حمل عثمان حجرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هؤلاء الخلفاء بعدي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو نعيم عن قطبة بن مالك قال : مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، وهو يؤسس مسجد قباء ، فقلت : يا رسول الله تبني هذا البناء ، وإنما معك هؤلاء الثلاثة ، قال : «إن هؤلاء أولياء الخلافة بعدي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم وصححه والبيهقي عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أرى الليلة (رجلا صالحا ) أن أبا بكر نيط برسول الله ، ونيط عمر بأبي بكر ، ونيط عثمان بعمر» ، قال جابر : فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا : الرجل الصالح النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعض ، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله تعالى به نبيه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه والحاكم عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر»

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم مثله من حديث ابن مسعود .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو ، فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها أبو بكر ، فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين ، وفي نزعه ضعف ، والله يغفر له ، ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزعه ، حتى ضرب الناس بعطن» وأخرجاه أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما

                                                                                                                                                                                                                              قال الشافعي رحمه الله تعالى : رؤيا الأنبياء وحي ، والضعف المذكور قصر مدة أبي بكر وعجلة موته .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني وأبو نعيم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : «إنك مؤمر مستخلف ، وإنك مقتول ، وإن هذه مخضوبة من هذه ، يعني لحيته من رأسه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الحاكم عن ثور بن مجزأة قال : مررت بطلحة يوم الجمل ، في آخر رمق ، فقال [ ص: 86 ]

                                                                                                                                                                                                                              لي : ممن أنت ؟ فقلت من أصحاب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فقال : ابسط يدك أبايعك ، فبسطت يدي وبايعني ، وفاضت نفسه ، فأتيت عليا فأخبرته ، فقال : الله أكبر ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى الله أن يدخل طلحة الجنة إلا وبيعتي في عنقه .


                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية