الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات .

                                                                                                                                                                                                                              الأول :

                                                                                                                                                                                                                              قال النووي : المراد بها التكليف الذي كلف الله تعالى به عباده والعهد الذي أخذه عليهم وهي التي في قوله : إنا عرضنا الأمانة [الأحزاب 72] .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : معنى الحديث أن الأمانة تزول عن القلوب شيئا فشيئا فإذا زال أول جزء منها ، زال نورها وخلفته ظلمة كالوكت وهو اعتراض لون مخالف للون الذي قبله ، فإذا زال شيء آخر صار كالمجل وهو أثر محكم لا يكاد يزول إلا بعد مدة ، وهذه الظلمة فوق التي قبلها ثم شبه زوال ذلك النور بعد وقوعه في القلب وخروجه بعد استقراره فيه واعتقاب الظلمة إياه بجسر يدحرجه على رجله حتى يؤثر فيها ثم يزول الجمر ويبقى التنفط وأخذه الحصاة ودحرجته إياها أراد بها زيادة البيان وإيضاح المذكور .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في بيان غريب ما سبق : .

                                                                                                                                                                                                                              الجدر : بفتح الجيم وإسكان الدال هو الأصل .

                                                                                                                                                                                                                              الوكت : بفتح الواو وسكون الكاف ومثناة فوقية الأثر اليسير ، وقيل : سواد يسير ، وقيل :

                                                                                                                                                                                                                              لون يحدث يخالف اللون الذي كان قبله .

                                                                                                                                                                                                                              المجل : بفتح الميم وفي الجيم الفتح والإسكان وهو المشهور يقال : منه مجلت يده بكسر الجيم تمجل بفتحها مجلا أيضا ، ومجلت بفتح الجيم تمجل بضمها وبإسكانها لغتان مشهورتان وأمجلها غيرها .

                                                                                                                                                                                                                              النفط : بفتح النون وكسر الفاء والمجل هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها ، ويصير كالقبة فيه ماء قليل وذكره مع أن الرجلة مؤنث لإرادة العضو .

                                                                                                                                                                                                                              منتبرا : بنون ثم مثناة فوقية ثم موحدة وراء مرتفعا ومنه المنبر لارتفاعه ، وارتفاع الخطيب عليه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية