الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[من شعر الواثق ]

وأسند الصولي عن جعفر بن علي بن الرشيد قال : (كنا بين يدي الواثق وقد اصطبح ، فناوله خادمه مهج وردا ونرجسا ، فأنشد في ذلك بعد يوم لنفسه :


حياك بالنرجس والورد معتدل القامة والقد     فألهبت عيناه نار الهوى
وزاد في اللوعة والوجد     أملت بالملك له قربه
فصار ملكي سبب البعد     ورنحته سكرات الهوى
فمال بالوصل إلى الصد     إن سئل البذل ثنى عطفه
وأسبل الدمع على الخد     غر بما تجنيه ألحاظه
لا يعرف الإنجاز للوعد     مولى تشكى الظلم من عبده
فأنصفوا المولى من العبد

قال : فأجمعوا أنه ليس لأحد من الخلفاء مثل هذه الأبيات ) .

وقال الصولي : حدثني عبد الله بن المعتز قال : أنشدني بعض أهلنا للواثق ، وكان يهوى خادمين; لهذا يوم يخدمه فيه ، ولهذا يوم:


قلبي قسيم بين نفسين     فمن رأى روحا بجسمين
يغضب ذا إن جاد ذا بالرضا     فالقلب مشغول بشجوين

وأخرج عن الحزنبل قال : (غني في مجلس الواثق بشعر الأخطل :


وشادن مربح بالكاس نادمني     لا بالحصور ولا فيها بسوار



فقيل : بسوار وسآر ؟ فوجه إلى ابن الأعرابي فسأل عن ذلك ، فقال : سوار : وثاب ، يقول : لا يثب على ندمائه ، وسآر : يفضل في الكأس سؤرا ، وقد رويا جميعا ، فأمر الواثق لابن الأعرابي بعشرين ألف درهم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية