الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[سياسته في الخلافة والعودة إلى سيرة الراشدين

وعن مغيرة قال: (جمع عمر حين استخلف بني مروان فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له فدك، ينفق منها، ويعول منها على صغير بني هاشم، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة سألته أن يجعلها لها فأبى، فكانت كذلك حياة أبي بكر، ثم عمر، ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمرا منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ليس لي بحق، وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم).

وعن الليث قال: (لما ولي عمر ... بدأ بلحمته وأهل بيته؛ فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم).

وقال أسماء بن عبيد: (دخل عنبسة بن سعيد بن العاصي على عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن من كان قبلك من الخلفاء كانوا يعطوننا عطايا منعتناها، ولي عيال وضيعة، أفتأذن لي أن أخرج إلى ضيعتي لما يصلح عيالي؟ فقال عمر: أحبكم من كفانا مؤنته، ثم قال له: أكثر ذكر الموت؛ فإن [ ص: 379 ] كنت في ضيق من العيش... وسعه عليك، وإن كنت في سعة من العيش... ضيقه عليك).

وقال فرات بن السائب: (قال عمر بن عبد العزيز لامرأته فاطمة بنت عبد الملك - وكان عندها جوهر أمر لها به أبوها لم ير مثله - : اختاري إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما أن تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت واحد؟

قالت: لا؛ بل أختارك عليه وعلى أضعافه، فأمر به فحمل حتى وضع في بيت مال المسلمين - فلما مات عمر واستخلف يزيد ... قال لفاطمة: إن شئت رددته إليك؟ قالت: لا والله، لا أطيب به نفسا في حياته وأرجع فيه بعد موته).

وقال عبد العزيز: (كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: إن مدينتنا قد خربت؛ فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نرمها به... فعل؟ فكتب إليه عمر: إذا قرأت كتابي هذا... فحصنها بالعدل، ونق طرقها من الظلم؛ فإنه مرمتها، والسلام).

وقال إبراهيم السكوني: (قال عمر بن عبد العزيز: ما كذبت منذ علمت أن الكذب شين على أهله).

التالي السابق


الخدمات العلمية