الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 352 ] [قصة إن وراكبها]

وأخرج عن أبي عبيدة قال: جاء عبد الله بن الزبير الأسدي إلى عبد الله بن الزبير بن العوام فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن بيني وبينك رحما من قبل فلانة.

فقال ابن الزبير: نعم؛ هذا كما ذكرت، وإن فكرت في هذا... أصبت؛ الناس بأسرهم يرجعون إلى أب واحد وإلى أم واحدة.

فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن نفقتي نفدت.

قال: ما كنت ضمنت لأهلك أنها تكفيك إلى أن ترجع إليهم.

قال: يا أمير المؤمنين؛ فإن ناقتي قد نقبت.

قال: أنجد بها تبرد خفها، وارقعها بسبت، واخفضها بهلب، وسر عليها البردين.

قال: يا أمير المؤمنين؛ إنما جئتك مستحملا ولم آتك مستوصفا، لعن الله ناقة حملتني إليك.

فقال ابن الزبير: إن وراكبها! فخرج الأسدي وأنشأ يقول:


أرى الحاجات عند أبي خبيب نكدن، ولا أمية في البلاد     من الأعياص أو من آل حرب
أغر كغرة الفرس الجواد     وقلت لصحبتي: أدنوا ركابي
أفارق بطن مكة في سواد     وما لي حين أقطع ذات عرق
إلى ابن الكاهلية من معاد!

وأخرج عبد الرزاق في «مصنفه» عن الزهري قال: (لم يحمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس إلى المدينة قط ولا يوم بدر، وحمل إلى أبي بكر رأس فكره ذلك، وأول من حملت إليه الرءوس: عبد الله بن الزبير).

[ ص: 353 ] وفي أيام ابن الزبير كان خروج المختار الكذاب الذي ادعى النبوة، فجهز ابن الزبير لقتاله إلى أن ظفر به في سنة سبع وستين وقتله، لعنه الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية