الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[بعض حكمه ونصحه رضي الله عنه لحملة القرآن

وأخرج ابن عساكر عن ربيعة بن ناجد قال: قال علي: (كونوا في الناس كالنحلة في الطير؛ إنه ليس في الطير شيء... إلا وهو يستضعفها، ولو يعلم [ ص: 303 ] الطير ما في أجوافها من البركة... لم يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم، فإن للمرء ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب).

وأخرج عن علي قال: (كونوا بقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل؛ فإنه لن يقل عمل مع التقوى، وكيف يقل عمل يتقبل؟!)

وأخرج عن يحيى بن جعدة قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (يا حملة القرآن؛ اعملوا به، فإنما العالم من علم ثم عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يجلسون حلقا، فيباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل يغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله).

وأخرج عن علي قال: (التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميراث، ولا وحشة أشد من العجب).

وأخرج عن الحارث قال: (جاء رجل إلى علي رضي الله عنه فقال: أخبرني عن القدر، فقال: طريق مظلم لا تسلكه، قال: أخبرني عن القدر؟ قال: بحر عميق لا تلجه، قال: أخبرني عن القدر، قال: سر الله قد خفي عليك فلا تفتشه، قال: أخبرني عن القدر؟ قال: يا أيها السائل، إن الله خلقك لما شاء أو لما شئت؟ قال: بل لما شاء، قال: فيستعملك فيما شاء).

وأخرج عن علي قال: (إن للنكبات نهايات، ولابد لأحد إذا نكب.. من أن ينتهي إليها، فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة.. أن ينام لها حتى تنقضي مدتها، [ ص: 304 ] فإن في دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها).

وأخرج عن علي أنه قيل له: (ما السخاء؟ قال: ما كان منه ابتداء، فأما ما كان عن مسألة... فحياء وتكرم).

وأخرج عن علي: (أنه أتاه رجل فأثنى عليه فأطراه، وكان قد بلغه عنه قبل ذلك، فقال له علي: إني لست كما تقول، وأنا فوق ما في نفسك).

وأخرج عن علي قال: (جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة، قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوة حلالا إلا جاءه ما ينغصه إياها).

وأخرج عن علي بن ربيعة: (أن رجلا قال لعلي: ثبتك الله - وكان يبغضه - قال: على صدرك).

التالي السابق


الخدمات العلمية