الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[قصيدة الحافظ ابن حجر يمدح المستعين]

وعمل شيخ الإسلام ابن حجر فيه قصيدته المشهورة، وهي:


الملك أصبح ثابت الأساس بالمستعين العادل العباسي     رجعت مكانة آل عم المصطفى
لمحلها من بعد طول تناس     ثاني ربيع الآخر الميمون في
يوم الثلاثا حف بالأعراس     بقدوم مهدي الأنام أمينهم
مأمون غيب طاهر الأنفاس     ذو البيت طاف به الرجاء فهل يرى
من قاصد متردد في الياس     فرع نما من هاشم في روضة
زاكي المنابت طيب الأغراس     بالمرتضى والمجتبى والمشتري
للحمد والحالي به والكاسي     من أسرة أسروا الخطوب وطهروا
مما بغيرهم من الأدناس [ ص: 766 ]     أسد إذا حضروا الوغى وإذا خلوا
كانوا بمجلسهم ظباء كناس     مثل الكواكب نوره ما بينهم
كالبدر أشرق في دجى الأغلاس     وبكفه عند العلامة آية
قلم يضيء إضاءة المقباس     فلبشره للوافدين مباسم
تدعى وللإجلال بالعباس     فالحمد لله المعز لدينه
من بعد ما قد كان في إبلاس     بالسادة الأمراء أركان العلا
من بين مدرك ثأره ومواس     نهضوا بأعباء المناقب وارتقوا
في منصب العليا الأشم الراسي     تركوا العدى صرعى بمعترك الردى
فالله يحرسهم من الوسواس     وإمامهم بجلاله متقدم
تقديم بسم الله في القرطاس     لولا نظام الملك في تدبيره
لم يستقم في الملك حال الناس     كم من أمير قبله خطب العلا
وبجهده رجعته بالإفلاس     حتى إذا جاء المعالي كفؤها
خضعت له من بعد فرط شماس     طاعت له أيدي الملوك وأذعنت
من نيل مصر أصابع المقياس     فهو الذي قد رد عنا البؤس في
دهر به لولاه كل الباس     وأزال ظلما عم كل معمم
من سائر الأنواع والأجناس     بالخاذل المدعو ضد فعاله
بالناصر المتناقض الأساس     كم نعمة لله كانت عنده
فكأنها في غربة وتناس     ما زال سر الشر بين ضلوعه
كالنار أو صحبته للأرماس     كم سن سيئة عليه آثامها
حتى القيامة ما له من آس     مكرا بنى أركانه، لكنها
للغدر قد بنيت بغير أساس     كل امرئ ينسى ويذكر تارة
لكنه للشر ليس بناس     أملى له رب الورى حتى إذا
أخذوه لم يفلته مر الكاس [ ص: 767 ]     وأدالنا منه المليك بمالك
أيامه صدرت بغير قياس     فاستبشرت أم القرى والأرض من
شرق وغرب كالعذيب وفاس     آيات مجد لا يحاول جحدها
في الناس غير الجاهل الخناس     ومناقب العباس لم تجمع سوى
لحفيده ملك الورى العباس     لا تنكروا للمستعين رئاسة
في الملك من بعد الجحود الناسي     فبنو أمية قد أتى من بعدهم
في سالف الدنيا بنو العباس     وأتى أشج بني أمية ناشرا
للعدل من بعد المبير الخاسي     مولاي عبدك قد أتى لك راجيا
منك القبول فلا يرى من باس     لولا المهابة طولت أمداحه
لكنها جاءته بالقسطاس     فأدام رب الناس عزك دائما
بالحق محروسا برب الناس     وبقيت تستمع المديح لخادم
لولاك كان من الهموم يقاسي     عبد صفا ودا وزمزم حاديا
وسعى على العينين قبل الراس     أمداحه في آل بيت محمد
بين الورى مسكية الأنفاس



التالي السابق


الخدمات العلمية