الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[كيف أوليكم ديني

وقال الأوزاعي: (إن عمر بن عبد العزيز كان جالسا في بيته وعنده أشراف بني أمية، فقال: تحبون أن أولي كل رجل منكم جندا؟ فقال رجل منهم: لم تعرض علينا ما لا تفعله؟!

قال: ترون بساطي هذا؟ إني لأعلم أنه يصير إلى بلى وفناء، وإني أكره أن تدنسوه بأرجلكم، فكيف أوليكم ديني، أوليكم أعراض المسلمين وأبشارهم؟! هيهات لكم هيهات!!

فقالوا له: لم؟ أما لنا قرابة؟ أما لنا حق؟ قال: ما أنتم وأقصى رجل من [ ص: 385 ] المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء، إلا رجل من المسلمين حبسه عني طول شقته).

وقال حميد: (أملى علي الحسن رسالة إلى عمر بن عبد العزيز فأبلغ، ثم شكا الحاجة والعيال، فأمر بعطائه).

وقال الأوزاعي: (كان عمر بن عبد العزيز إذا أراد أن يعاقب رجلا... حبسه ثلاثة أيام، ثم عاقبه، كراهة أن يعجل في أول غضبه).

وقال جويرية بن أسماء: (قال عمر بن عبد العزيز: إن نفسي تواقة، لم تعط من الدنيا شيئا... إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت ما لا شيء فوقه من الدنيا... تاقت نفسي إلى ما هو أفضل منه) - يعني: الجنة.

وقال عمرو بن مهاجر: (كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين).

وقال يوسف بن يعقوب الكاهلي: (كان عمر يلبس الفروة الكبل، وكان سراج بيته على ثلاث قصبات فوقهن طين).

وقال عطاء الخراساني: (أمر عمر غلامه أن يسخن له ماء، فانطلق فسخن قمقما في مطبخ العامة، فأمر عمر أن يأخذ بدرهم حطبا يضعه في المطبخ).

وقال عمرو بن مهاجر: (كان عمر يسرج عليه الشمعة ما كان في حوائج المسلمين، فإذا فرغ من حوائجهم... أطفأها ثم أسرج عليه سراجه).

[ ص: 386 ] وقال الحكم بن عمر: (كان للخليفة ثلاثمائة حرسي، وثلاثمائة شرطي، فقال عمر للحرس: إن لي عنكم بالقدر حاجزا، وبالأجل حارسا، من أقام منكم... فله عشرة دنانير، ومن شاء... فليلحق بأهله).

التالي السابق


الخدمات العلمية