الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[من فضائل وصفات عبد الملك بن مروان]

قال أحمد بن عبد الله العجلي: (كان عبد الملك أبخر الفم، وإنه ولد لستة أشهر).

[ ص: 356 ] وقال ابن سعد: (كان عابدا ناسكا بالمدينة قبل الخلافة).

وقال يحيى الغساني: (كان عبد الملك بن مروان كثيرا ما يجلس إلى أم الدرداء، فقالت له مرة: بلغني يا أمير المؤمنين أنك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة، قال: إي والله؛ والدماء قد شربتها).

وقال نافع: (لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميرا ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان).

وقال أبو الزناد: (فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب، وعبد الملك بن مروان، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب).

وقال ابن عمر: (ولد الناس أبناء، وولد مروان أبا).

وقال عبادة بن نسي: قيل لابن عمر: إنكم معشر أشياخ قريش يوشك أن تنقرضوا، فمن نسأل بعدكم؟ فقال: (إن لمروان ابنا فقيها؛ فاسألوه).

وقال سحيم مولى أبي هريرة: (دخل عبد الملك وهو شاب على أبي هريرة - رضي الله عنه، فقال أبو هريرة: هذا يملك العرب.

وقال عبدة بن رياح الغساني: قالت أم الدرداء لعبد الملك: (ما زلت أتخيل هذا الأمر فيك منذ رأيتك، قال: وكيف ذاك؟ قالت: ما رأيت أحسن منك محدثا، ولا أعلم منك مستمعا).

وقال الشعبي: (ما جالست أحدا... إلا وجدت لي عليه الفضل [ ص: 357 ] إلا عبد الملك بن مروان؛ فإني ما ذاكرته حديثا... إلا زادني فيه، ولا شعرا... إلا زادني فيه).

وقال الذهبي: (سمع عبد الملك من: عثمان، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وأم سلمة، وبريرة، وابن عمر، ومعاوية.

روى عنه: عروة، وخالد بن معدان، ورجاء بن حيوة، والزهري، ويونس بن ميسرة، وربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، وحريز بن عثمان، وطائفة).

وقال بكر بن عبد الله المزني: (أسلم يهودي اسمه يوسف، وكان قرأ الكتب، فمر بدار مروان فقال: ويل لأمة محمد من أهل هذه الدار!! فقلت له: إلى متى؟ قال: حتى تجيء رايات سود من قبل خراسان.

وكان صديقا لعبد الملك بن مروان، فضرب يوما على منكبه وقال: اتق الله في أمة محمد إذا ملكتهم، فقال: دعني ويحك!! ما شأني وشأن ذلك؟! فقال: اتق الله في أمرهم.

قال: وجهز يزيد جيشا إلى أهل مكة، فقال عبد الملك: أعوذ بالله، أيبعث إلى حرم الله؟! فضرب يوسف منكبه وقال: جيشك إليهم أعظم).

وقال يحيى الغساني: (لما نزل مسلم بن عقبة المدينة ... دخلت مسجد النبي –صلى الله عليه وسلم فجلست إلى جنب عبد الملك، فقال لي عبد الملك: أمن هذا الجيش أنت؟ قلت: نعم.

قال: ثكلتك أمك!! أتدري إلى من تسير؟ إلى أول مولود ولد في الإسلام، وإلى ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى ابن ذات النطاقين، وإلى من حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما والله إن جئته نهارا... وجدته [ ص: 358 ] صائما، ولئن جئته ليلا... لتجدنه قائما، فلو أن أهل الأرض أطبقوا على قتله... لأكبهم الله جميعا في النار.

فلما صارت الخلافة إلى عبد الملك ... وجهنا مع الحجاج حتى قتلناه).

وقال ابن أبي عائشة: (أفضى الأمر إلى عبد الملك والمصحف في حجره، فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك).

التالي السابق


الخدمات العلمية