الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[خروج أهل المدينة على يزيد ووقعة الحرة]

وفي سنة ثلاث وستين: بلغه أن أهل المدينة خرجوا عليه وخلعوه، فأرسل إليهم جيشا كثيفا وأمرهم بقتالهم، ثم المسير إلى مكة لقتال ابن الزبير، فجاؤوا، وكانت وقعة الحرة على باب طيبة، وما أدراك ما وقعة الحرة؟! ذكرها الحسن مرة فقال: (والله؛ ما كاد ينجو منهم أحد، قتل فيها خلق من الصحابة - رضي الله عنهم - ومن غيرهم، ونهبت المدينة، وافتض فيها ألف عذراء، فإنا لله وإنا إليه راجعون)

قال صلى الله عليه وسلم: «من أخاف أهل المدينة.. أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». رواه مسلم.

[ ص: 345 ] وكان سبب خلع أهل المدينة له: أن يزيد أسرف في المعاصي.

أخرج الواقدي من طرق: أن عبد الله بن حنظلة الغسيل قال: (والله؛ ما خرجنا على يزيد .. حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء: أن رجلا ينكح أمهات الأولاد، والبنات، والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة؟!).

قال الذهبي: (ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات.. اشتد عليه الناس، وخرج عليه غير واحد، ولم يبارك الله في عمره).

التالي السابق


الخدمات العلمية