الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[عقد المأمون مجلسا للحديث ]

وقال الحاكم : (أخبرنا محمد بن أحمد بن تميم ، حدثنا الحسين بن فهم ، حدثنا يحيى بن أكثم القاضي ، قال : قال لي المأمون يوما : يا يحيى ، إني أريد أن أحدث ، فقلت : ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين ؟ ! فقال : ضعوا لي منبرا ، فصعد وحدث ، فأول حديث حدثنا به : عن هشيم ، عن أبي الجهم ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار» .

[ ص: 516 ] ثم حدث بنحو من ثلاثين حديثا ، ثم نزل ، فقال لي : يا يحيى ، كيف رأيت مجلسنا ؟ قلت : أجل مجلس يا أمير المؤمنين ، تفقه الخاصة والعامة ، فقال : لا وحياتك ما رأيت لكم حلاوة ، إنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر ) .

وقال الخطيب : (حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم الشاهد ، حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان ، حدثنا الحسين بن عبيد الله الأبزاري ، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : لما فتح المأمون مصر . . . قال له قائل : الحمد لله يا أمير المؤمنين الذي كفاك أمر عدوك ، وأدان لك العراقين والشامات ومصر ، وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال له : ويحك ! ! إلا أنه بقيت لي خلة; وهو أن أجلس في مجلس ومستمل يجيء فيقول : من ذكرت رضي الله عنك ؟ فأقول : حدثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد قالا : حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من عال ابنتين أو ثلاثا أو أختين أو ثلاثا حتى يمتن أو يموت عنهن . . . كان معي كهاتين في الجنة» ، وأشار بالمسبحة والوسطى ) .

قال الخطيب : (في هذا الخبر غلط فاحش ، ويشبه أن يكون المأمون رواه عن رجل عن الحمادين; وذلك أن مولد المأمون سنة سبعين ومائة ، ومات حماد بن سلمة في سنة سبع وستين قبل مولده بثلاث سنين ، وأما حماد بن زيد فمات في سنة تسع وسبعين ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية