الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 496 ] [سرور الرشيد بشعر ابنه المأمون ]

وأخرج عن عبد الله بن محمد التيمي قال : (أراد الرشيد سفرا ، فأمر الناس أن يتأهبوا لذلك ، وأعلمهم أنه خارج بعد الأسبوع ، فمضى الأسبوع ولم يخرج ، فاجتمعوا إلى المأمون ، فسألوه أن يستعلم ذلك ، ولم يكن الرشيد يعلم أن المأمون يقول الشعر ، فكتب إليه المأمون :


يا خير من دبت المطي به ومن تقدى بسرجه فرس     هل غاية في المسير نعرفها
أم أمرنا في المسير ملتبس ؟     ما علم هذا إلا إلى ملك
من نوره في الظلام نقتبس     إن سرت سار الرشاد متبعا
إن تقف فالرشاد محتبس

فقرأها الرشيد فسر بها ، ووقع فيها : يا بني; ما أنت والشعر أرفع حالات الدنى ، وأقل حالات السرى ) .

تقدى; أي : استمر .

وأخرج عن الأصمعي قال : (كان نقش خاتم المأمون : عبد الله بن عبيد الله ) .

وأخرج عن محمد بن عباد قال : (لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان والمأمون ) .

قلت : وقد رددت هذا الحصر فيما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية