الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[من مناقب المقتفي لأمر الله]

قال الذهبي : (كان المقتفي من سروات الخلفاء، عالما دينا شجاعا حليما، دمث الأخلاق كامل السؤدد، خليقا للإمامة، قليل المثل في الأئمة، لا يجري في دولته أمر وإن صغر إلا بتوقيعه، وكتب في خلافته ثلاث ربعات، وسمع الحديث من مؤدبه أبي البركات بن أبي الفرج بن السيبي).

قال ابن السمعاني: (وسمع «جزء ابن عرفة» مع أخيه المسترشد من أبي القاسم بن بيان).

روى عنه: أبو منصور الجواليقي اللغوي إمامه، والوزير ابن هبيرة وزيره، وغيرهما.

وقد جدد المقتفي بابا للكعبة، واتخذ من العتيق تابوتا لدفنه.

وكان محمود السيرة، مشكور الدولة، يرجع إلى دين وعقل وفضل، ورأي وسياسة، جدد معالم الإمامة، ومهد رسوم الخلافة، وباشر الأمور بنفسه، وغزا غير مرة، وامتدت أيامه.

وقال أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي في كتاب [ ص: 676 ] «المناقب العباسية» : (كانت أيام المقتفي نضرة بالعدل، زهرة بفعل الخيرات، وكان على قدم من العبادة قبل إفضاء الأمر إليه، وكان في أول أمره متشاغلا بالدين، ونسخ العلوم، وقراءة القرآن، ولم ير مع سماحته ولين جانبه ورأفته بعد المعتصم خليفة في شهامته وصرامته وشجاعته، مع ما خص به من زهده وورعه وعبادته، ولم تزل جيوشه منصورة حيث يممت).

وقال ابن الجوزي : من أيام المقتفي عادت بغداد والعراق إلى يد الخلفاء، ولم يبق لها منازع، وقبل ذلك من دولة المقتدر إلى وقته كان الحكم للمتغلبين من الملوك، وليس للخليفة معهم إلا اسم الخلافة.

ومن سلاطين دولته: السلطان سنجر صاحب خراسان، والسلطان نور الدين محمود صاحب الشام .

وكان جوادا كريما محبا للحديث وسماعه، معتنيا بالعلم مكرما لأهله.

التالي السابق


الخدمات العلمية