الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
فصل

فيما روي عن الصديق - رضي الله عنه - من الآثار الموقوفة قولا أو قضاء، أو خطبة أو دعاء

أخرج اللالكائي في «السنة» عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى أبي بكر فقال: أرأيت الزنا بقدر؟ قال: (نعم)، قال: فإن الله قدره علي ثم يعذبني؟ قال: (نعم يابن اللخناء، أما والله لو كان عندي إنسان.. أمرت أن يجأ أنفك).

وأخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» عن الزبير : أن أبا بكر قال وهو يخطب الناس: (يا معشر الناس، استحيوا من الله، فوالذي نفسي بيده، إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطيا رأسي، استحياء من ربي).

وأخرج عبد الرزاق في «مصنفه» عن عمرو بن دينار قال: قال أبو بكر : (استحيوا من الله، فوالله، إني لأدخل الكنيف فأسند ظهري إلى الحائط، حياء من الله).

وأخرج أبو داود في «سننه» عن أبي عبد الله الصنابحي : (أنه صلى وراء [ ص: 190 ] أبي بكر المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورة من قصار المفصل، وقرأ في الثالثة: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية..

وأخرج ابن أبي خيثمة، وابن عساكر عن ابن عيينة قال: كان أبو بكر إذا عزى رجلا.. قال: (ليس مع العزاء مصيبة، وليس مع الجزع فائدة، الموت أهون مما قبله، وأشد مما بعده، اذكروا فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. تصغر مصيبتكم، وأعظم الله أجركم).

وأخرج ابن أبي شيبة والدارقطني عن سالم بن عبيد - وهو صحابي - قال: ( كان أبو بكر الصديق يقول لي: قم بيني وبين الفجر حتى أتسحر ).

وأخرج عن أبي قلابة وأبي السفر قالا: ( كان أبو بكر الصديق يقول: أجيفوا الباب حتى نتسحر ).

وأخرج البيهقي وأبو بكر بن زياد النيسابوري في كتاب «الزيادات» عن حذيفة بن أسيد قال: ( لقد أدركت أبا بكر وعمر وما يضحيان، إرادة أن يستن بهما ).

وأخرج أبو داود عن ابن عباس قال: ( شهدت على أبي بكر الصديق أنه قال: كلوا الطافي من السمك ).

وأخرج الشافعي في «الأم» عن أبي بكر الصديق : (أنه كره بيع اللحم بالحيوان).

[ ص: 191 ] وأخرج البخاري عنه: (أنه جعل الجد بمنزلة الأب) يعني: في الميراث.

وأخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» عن عطاء، عن أبي بكر قال: (الجد بمنزلة الأب، ما لم يكن أب دونه، وابن الابن بمنزلة الابن ما لم يكن ابن دونه).

وأخرج عن القاسم : أن أبا بكر أتي برجل انتفى من أبيه، فقال أبو بكر : (اضرب الرأس ; فإن الشيطان في الرأس).

وأخرج عن أبي مالك قال: كان أبو بكر إذا صلى على الميت.. قال: (اللهم ; عبدك أسلمه الأهل والمال والعشيرة، والذنب عظيم، وأنت غفور رحيم).

وأخرج سعيد بن منصور في «سننه» عن عمر : أن أبا بكر قضى بعاصم بن عمر بن الخطاب لأم عاصم، وقال: (ريحها وشمها ولطفها خير له منك).

وأخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم قال: ( جاء رجل إلى أبي بكر فقال: إن أبي يريد أن يأخذ مالي كله يجتاحه؟ فقال لأبيه: إنما لك من ماله ما يكفيك، فقال: يا خليفة رسول الله ; أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنت ومالك لأبيك» فقال: نعم، وإنما يعني بذلك النفقة ).

وأخرج أحمد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: ( أن أبا بكر وعمر كانا لا يقتلان الحر بالعبد ).

[ ص: 192 ] وأخرج البخاري عن ابن أبي مليكة، عن جده: ( أن رجلا عض يد رجل فأندر ثنيته، فأهدرها أبو بكر ).

وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن عكرمة : أن أبا بكر قضى في الأذن بخمس عشرة من الإبل، وقال: (يواري شينها الشعر والعمامة).

التالي السابق


الخدمات العلمية